اعتبرت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن الأجواء الحالية، التي ميزت بداية شهر مارس وتستمر هذه الأيام بأمطار غزيرة وثلوج ورياح قوية، هي "بمثابة عملية تنفيس بعد شتاء جاف بشكل استثنائي"؛ وهو ما "يشكل بارقة أمل، خاصة في ظل سنوات الجفاف المتتالية التي عرفها المغرب؛ مما يجعل هذه الأمطار مُرحبا بها لتعزيز الموارد المائية والتخفيف من آثار الجفاف على الفلاحة والبيئة". جاء ذلك في منشور شارح للمديرية التابعة لوزارة التجهيز والماء على صفحاتها الرسمية بشبكتي التواصل الاجتماعي والمهني "لينكدإن" و"فيسبوك" أكدت خلاله أن الأحوال الجوية الحالية، التي استدعت إصدار نشرات جوية إنذارية من مستويات يقظة "أحمر وبرتقالي"، تأتي "بعد فصل الشتاء الذي اتسم بعجز كبير في هطول الأمطار"؛ حيث يشهد المغرب "بداية ممطرة بشكل خاص في شهر مارس الجاري". تبعا لذلك، أهاب المصدر الرسمي للتنبؤات الجوية بالمغرب بجميع المواطنين "توخي الحيطة في المناطق الجبلية والمرتفعات"، مشددا على "ضرورة الابتعاد عن المنحدرات والأودية، والالتزام بتعليمات السلطات المحلية ومتابعة النشرات الجوية بانتظام". اضطرابات فعالة في محاولة تفسيراتها العلمية الممكنة للظاهرة الجوية المذكورة، أفادت المديرية بأنه "بعد فترة شتوية متميزة بنقص حاد في التساقطات المطرية، يشهد المغرب مطلع شهر مارس (الجاري) تحسنا ملحوظا في النشاط الجوي، حيث عادت الأمطار بشكل واسع بفضل تغيّرات في أنظمة الضغط الجوي؛ ما أتاح وصول اضطرابات أطلسية فعّالة إلى المملكة"، (مِن المعلوم –عادة– أنها تكون محمّلة بأمطار رعدية قوية بكميات غزيرة مصحوبة بهبّات رياح). وأضافت مصالح الأرصاد الجوية المغربية، وفق ما كشفت عنه في تحديثاتها، أن "المغرب على موعد مع منخفض جوي أكثر نشاطا اعتبارا من اليوم السبت 8 مارس 2025′′؛ شارحة بأنه سيكون مصحوبا بكتل هوائية باردة ستساهم في تعزيز قوة الاضطرابات الجوية. كما "من المنتظر أن تشهد مناطق عديدة أمطارا غزيرة وزخات رعدية قوية، خصوصا في أقصى الشمال، إلى جانب تساقطات ثلجية مهمة على المرتفعات الجبلية للأطلس وقمم الريف؛ ما قد يؤثر على حركة التنقل في المناطق الجبلية"، حسب تقديرات المصدر الرسمي ذاته للتنبؤات الجوية. واسترسلت المديرية، في شرحها لما وصفته "استعادة الديناميكية الجوية لنشاطها"، بلفت الانتباه إلى أنه "طوال الأشهر الماضية، هيمَن المرتفع الجوي للآصوري على المنطقة؛ ما شكل حاجزا أمام تقدّم الأنظمة الممطرة نحو المغرب. ونتيجة لذلك، سلكت معظم المنخفضات الجوية مسارات شمالية نحو أوروبا، ما أدى إلى ندرة الأمطار". بالمقابل، فإن الأيام الأخيرة الماضية عرفت ضُعف هذا المرتفع الجوي، بالتزامن مع تعزيز التيار النفاث القطبي، بشكل اخترق سلسلة من المنخفضات الأطلسية للأجواء المغربية، جالبة معها كميات كبيرة من الأمطار وتساقطات ثلجية مهمة على المرتفعات". ويعود هذا التغيير في الأنماط الجوية، حسب المصدر ذاته، إلى "تحرك مراكز الضغط المرتفع شمالا نحو أوروبا؛ ما سمح بتشكل منخفضات جوية معزولة فوق المحيط الأطلسي، تُعرف باسم "منخفضات القَطْع" (cut-off lows)، والتي تحركت تدريجيا نحو المغرب، مما عزز الاضطرابات الجوية". وعلاوة على ذلك، لعبت بعض العوامل المناخية العالمية دورا في "دعم هذا السيناريو"، أبرزها "تحوّل 'تذبذب شمال الأطلسي' (NAO) إلى المرحلة السلبية منذ 28 فبراير؛ مما ساهم في توجيه المنخفضات نحو الجنوب. كما أن نشاط المرحلة الثامنة من "تذبذب مادن وجوليان" (MJO)، المعروف بتأثيره على تعزيز المنخفضات الجوية، ساعد على زيادة كثافة التساقطات في شمال الأطلسي وشمال إفريقيا. تساقطات إضافية أبرزت أحدثُ التوقعات، التي بسطها الحسين يوعابد مسؤول التواصل بالمدرية العامة للأرصاد الجوية، أن "نهاية هذا الأسبوع والأسبوع المقبل شاهدة على استمرار الاضطرابات الجوية خلال الأيام المقبلة". وأضاف يوعابد، ضمن تواصل مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "منخفضات جوية ستؤثّر على المغرب، سواء في الطبقات العليا أو على السطح. بينما سيعمل منخفض جوي في العلو على جلب تيارات باردة ورطبة من الشمال الغربي؛ مما سيزيد من فرص الأمطار الغزيرة والثلوج فوق الأطلس والريف والمناطق الشمالية". أما على المستوى السطحي، فأكد المسؤول ذاته أن "تعمّق منخفض أطلسي سيؤدي إلى انخفاض ملموس في درجات الحرارة، مع تساقط ثلوج كثيفة على المرتفعات التي تفوق 1500 متر" (خاصة على الأطلسين الكبير والمتوسط وسلسلة جبال الريف). جدير بالذكر أن الطقس المضطرب مرتقب أيضا من الثلاثاء إلى السبت المقبلين ب"استمرار الأجواء غير المستقرة؛ مع "أجواء ماطرة مع تساقط الأمطار على الشمال والوسط والأطلس والريف والشرق، واستمرار تساقط الثلوج على الأطلس والريف وأحيانا على الهضاب العليا الشرقية"، مع "رياح قوية نسبيا إلى قوية أحيانا في الشمال والوسط والأطلس والجنوب الشرقي".