يترقب الكثير من القراء بفارغ الصبر صدور كتاب الروائي الأمريكي دان براون الجديد، بعنوان "الرمز الضائع"، والذي بلغت مبيعاته قبيل إصداره الثلاثاء، عشرات الآلاف من النسخ، جاعلا كاتب رائعة "شيفرة دافنشي، من أكثر الكتاب شهرة ومبيعا في العصر الحديث، حيث لا يزال الغموض الشديد والكتمان يحيطان بعمله الجديد. "" وكانت دار نشر كتاب براون، "دوبلدي"، قد رفضت شحن نسخ مسبقة من الرواية، حيث لم يتم إرواء ظمأ القراء لمعرفة المزيد عن الكتاب ومفاجآته، طوال السنوات الخمس التي استغرقت بروان لكتابة عمله الأدبي الجديد، وهو ما لم تستطع كاتبة سلسلة قصص "هاري بوتر" جي.كي. رولنغ من تحقيقه. فكل ما يعرفه القراء عن الرواية، بحسب المصادر، قبيل ستة أيام من صدورها، هو أن حبكة القصة تدور حول محلل رموز يدعى روبرت لانغدون يطوف بشوارع واشنطن، للكشف عن أسرار هذه المدينة خلال 12 ساعة فقط، إذ لا تزال كيفية ملء براون قصته ب528 صفحة أمرا غامضا. ومن جهتها قالت نائبة رئيس قسم التسويق في موقع وشركة بارنز آند نوبل الإلكتروني باتريشيا بوستلمان، "مع الأدلة والأحجيات التي تم تسريبها، كان هناك الكثير من النقاشات والنشاطات في مجال المدونات حول ماهيتها، وهو ما يعطي الفرصة لإثارة هذا النوع من النقاش بين الناس، فكل إنسان يحب أن يتغلب في حل الأحجيات على نظرائه." وأشارت بوستلمان إلى أن شركتها قامت ببيع عشرات الآلاف من نسخ كتاب "الرمز الضائع"، على طريقة الطلب المسبق، أي قبيل صدور نسخة الكتاب، سواء عبر موقعها على الإنترنت أو متاجرها العادية، مؤكدة أن "السرية التي أحاطت بالكتاب لعبت دورا لا يستهان به، فهي ممكن أن تحفز ترقب الزبون للكتاب بطريقة فعالة جدا." ولذلك من المتوقع أنه عند وصول كتاب براون الجديد على أرفف المكتبات، أن يشهد بائعو الكتب حالة جنونية من الإقبال عليه، إلى حد أنه من المتوقع أن يسمى يوم صدور الرواية، في 15 أغسطس/آب المقبل "يوم دي."، تيمنا بدان براون. ويتساءل الكثيرون إن كان الكتاب سيكون جيدا من الناحية الفنية، حيث لم تظهر مقالة نقدية واحدة حوله حتى الآن، إذ من المعروف أن النقاد كانوا قد تعاملوا مع أعماله السابقة بطريقة في غاية السلبية. وحول هذه المسألة قال جيم مكارثي، وهو ووكيل أدبي في شركة أمريكية متخصصة إن النقد لا يهم، معتبرا "أن هذا الكتاب ينأى عن جميع أنواع النقد، لأنه لم تكن هناك سوابق كثيرة لكتب أصابت نجاحا مماثلا لنجاح شيفرة دافنشي، لذلك فإن الرمز الضائع سيبيع نفسه بنفسه، فدرجة الحماس والترقب ستدفع الناس دفعا إلى متاجر الكتب لشراء الرواية الجديدة." وتعتبر رواية بروان الأولى "شيفرة دافنشي الصادرة عام 2003، بأنها أطلقت موجة نارية وضجة عارمة، حيث تمكنت من بيع 80 مليون نسخة حول العالم،، ولذلك فمن المتوقع أن يكون "للرمز المفقود" جمهورا عريضا. فالرواية الجديدة ليست فقط على قائمة موقع Amazon.com الخاص ببيع الكتب والمنتجات في الولاياتالمتحدة قبيل يوم إصدارها فحسب، بل إنها تتصدر قائمة الكتب الإنجليزية الموجودة على فرعي Amazon بالمملكة المتحدة وألمانيا. ومن ناحيته قال براون، صاحب أكثر رواية للكبار مبيعا في التاريخ، في مقابلة مع مجلة بارادي البريطانية أنه مجرد "رجل يخبر قصصا"، مضيفا أنه ليس مؤمنا بنظرية المؤامرة. وأردف "أنا أميل أكثر لأكون شكاكا، واعتقد أن أهم أسباب نجاح رواياتي هو بأنها مكتوبة من وجهة نظر شكاكة" على حد تعبيره.