مع تعهد المغرب وألبانيا بإعفاء مواطني البلدين من التأشيرات، تتجه الأنظار إلى منطقة البلقان التي تعد طريقا عالمية للهجرة السرية وإمكانية تعويض تيرانا للوجهة التركية. وتعيش هذه الطريق المميتة على وقع حراسة أمنية مشددة، إذ كشفت آخر أرقام الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) عن أكبر انخفاض في عمليات عبور المهاجرين السريين يقدر ب66 في المائة مقارنة بشهر يناير عام 2024. في سنة 2023، كشفت المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية عن ترحيل 124 ألفا و441 مهاجرا غير نظامي خلال 2022. وأضاف المصدر أن 58 ألفا و758 سوريا عادوا بشكل طوعي إلى المناطق الآمنة شمالي سوريا. وأكدت المديرية منع 280 ألفا و206 مهاجرين غير نظاميين من دخول البلاد، لافتة إلى زيادة عدد المهاجرين الذين تم ترحيلهم مقارنة بالعام 2012 بنسبة 161 بالمئة. وأبرزت أن ثلاثة ملايين و535 ألفا و898 سوريا يقيمون في تركيا حاليا، و58 ألفا و758 شخصا عادوا العام الفائت إلى المناطق الآمنة في سوريا. خالد مونا، باحث في شؤون الهجرة، قال إن "طريق ألبانيا ستكون أكثر قساوة لشبكات الهجرة التي ما تزال تؤمن بطريق غرب البلقان للوصول إلى أوروبا". وأضاف مونا أن هذه الدول قريبة من الاتحاد الأوروبي لكنها ليست أعضاء فيه، ما يعني أنها بلدان عبور صعبة تحتوي على عصابات جرائم الهجرة السرية والاتجار بالبشر. وذكر المتحدث عينه أن هذا الأمر "لم يمنع بتاتا المهاجرين من اتخاذ مسار طريق غرب البلقان للوصول إلى أوروبا". وتعد ألبانيا مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ضمن خطة للمفوضية الأوروبية لتوسيع التكتل مع دول البلقان في سياق الصراع مع روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية. ولا يرى عبد الكريم بلغندوز، باحث في شؤون الهجرة، أن "إمكانية إلغاء التأشيرات مستقبلا بين البلدين ستكون محصورة على مخاوف الهجرة السرية". وقال بلغندوز إن هذا الأمر "سيكون إيجابيا على مستوى التنقل بين مواطني كلا البلدين، في سياق عالمي متأزم من حيث هذه الناحية ويشهد تصاعدا في تعقيدات التأشيرات".