لفتت شخصية "أم جوزيف" التي تجسدها الفنانة السورية منى واصف في الجزء الرابع من مسلسل باب الحارة، الذي تعرضه قناة MBC1 أنظار المغاربة، إذ اعتبروها تجسد نموذج المرأة المقاومة -لا سيما بعد قتلها لجنود المحتل- وعندها تلك الحمية الموجودة عند الرجال. "" واستطاعت أم جوزيف أن تسحب الباسط من تحت أقدام أبو جودت (زهير رمضان) الذي يحظى بشعبية كبيرة هو الآخر بين المغاربة، خاصة مع أسلوبه الهزلي الكوميدي وطريقة مشيه وحكيه المثيرة للسخرية خلال صراعاته مع حارة الضبع. كانت أم جوزيف قد دخلت في خط المقاومة للثأر لدم ابن أخيها "أبو يوسف" الذي استشهد على يد قوات الاحتلال الفرنسي خلال أحداث المسلسل، واستطاعت الاختباء لتطلق رصاصات نارية من سلاحها على بعض الجنود الفرنسيين دون أن يلاحظ أحد مصدر الرصاصات، مما أثار غضب القائد الفرنسي العام الذي اكتشف سقوط عدد من جنوده، فظن أن رجال المقاومة هم الذين يهاجمونه. وحول أبرز الشخصيات التي لفتت نظرها في باب الحارة 4، تقول إيمان الهيلالي –طالبة جامعية-: "لم أر مثل شجاعة أم جوزيف في حياتي، لقد تمكنت لوحدها من قتل مجموعة من الجنود الفرنسيين، إنه أمر يصعب على الرجال حتى القيام به...". وأضافت: "لا أملك سوى تحية هذه المرأة على ما تفعله، فهي نموذج للدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه النساء في أيّة قضية وطنية". من جهته، يقول طه داكا –25 سنة-: إن "أم جوزيف" أضحت شخصيته المفضلة في المسلسل بعد "أبو جودت"، ويقول: "أن تخرج امرأة مسنة لوحدها في وقت متأخر من الليل، وفي حارة مملوءة بالعساكر، وهي تحمل معها سلاحا، هذا في حدّ ذاته مجازفة كبيرة تعكس مدى قوة شخصية هذه المرأة وشجاعتها". ويضيف: "لم أكن أعتقد أن هناك نساء في مثل هذه الشجاعة، فعلا إنها مثال مشرف للمرأة الشامية، وإشارة واضحة إلى المساهمة الكبيرة التي لعبتها المرأة في طرد المستعمر الفرنسي من سوريا". بدورها، تقول السيدة زهرة السملالي -وهي امرأة مسنة-: "أنا شخصيا عايشت فترة الاستعمار الفرنسي في المغرب، وأؤكد أن النساء كن أيضًا يساهمن في المقاومة، لكن ليس بحمل السلاح، لهذا أرى أن ما تفعله "أم جوزيف" يستحق التنويه ورفع القبعات". "أبو جودت" المفضل ورغم جشعه وجبنه وكذا أنانيته، فإن شخصية "أبو جودت" التي يقدمها الممثل السوري القدير زهير رمضان، لا تزال الشخصية المفضلة عند أغلب متابعي المسلسل في المغرب بعد أم جوزيف؛ حيث أعرب كثيرون عن حبهم الكبير للجانب الكوميدي للشخصية، متمنين استمرارها في الجزء الخامس. تنفلت من محمد –سائق سيارة أجرة- ضحكة ساخرة بمجرد سماع اسم "أبو جودت". ويقول محمد: "كم تثير شخصية «أبو جودت» ضحكاتنا أنا وأفراد أسرتي، خصوصا بحركات وجهه وكلامه الساخر ومشيته التي أضحى الأطفال يقلدونها". ويضيف: "لا أتخيل مسلسل باب حارة دون "أبو جودت"، فهو شخصية مهمة وخفيفة الظل تضيف على المسلسل لمسة فكاهية جميلة، وأتمنى استمرارها في الأجزاء القادمة من المسلسل". يذكر أن الفنانة منى واصف تجسد شخصية "أم جوزيف"، السيدة المسيحية التي تنقل رسائل شفهية من المقاومين إلى عقيد الحارة، والتي تساعد إخوانها في الحارة على رفع الحصار. والفنانة منى واصف ممثلة سورية، لقبت بنجمة العالم العربي، وهي من مواليد 1 فبراير 1942، ولدت في دمشق لأم مسيحية وأب كردي مسلم، وترعرعت في دمشق في شارع العابد (حارة شرف) حتى سن السابعة، وكانت متزوجة من المخرج السوري الراحل محمد شاهين، ولها ابن واحد اسمه عمار.