قال كريستوف لوكورتييه، السفير الفرنسي بالمغرب، إن "نظام المكالمة عبر الفيديو، المعتمد مؤخرا من قبل مركز استقبال طلبات تأشيرات "شنغن" (TLScontact)، قد حقق نتائج أولية إيجابية بالعاصمة الرباط، ويتم توسيعه بشكل تدريجي ليشمل حاليا شمال المملكة في مدن فاس وطنجة".. وكشف لوكورتييه، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية حول موضوع "التأشيرات بين المغرب وفرنسا"، أنه يتم حاليا العمل على "تحسين وتيرة إصدار التأشيرات لفائدة المغاربة". وأبرز سفير فرنسا بالمغرب أن "مقدمي طلبات التأشيرات من المغرب يتمتعون بنسبة رفض منخفضة نسبيا، مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى. نص الحوار: ما هو مدى نجاح مقابلة الفيديو التي تم تنفيذها منذ شهر شتنبر؟ النظام، الذي تشير إليه تم تنفيذه كبرنامج تجريبي منذ شتنبر 2024، يهدف إلى مكافحة إحدى الصعوبات الرئيسية التي تواجهها جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في منح التأشيرات في المغرب، وفي أماكن أخرى: مكافحة الوسطاء الذين يقومون بحجز المواعيد فور نشرها على الإنترنيت. من أجل الحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص بين طالبي التأشيرات، تم القيام بتطوير نظام خاص يسمح بالتحقق من أن الأشخاص الذين يطلبون المواعيد هم فعلا من سيستفيدون منها، مع تخصيص مواعيد بشكل عشوائي. النتائج الأولية إيجابية، والنظام يتم توسيعه تدريجيا بعد أن كان مقتصرا على مدينة الرباط منذ شتنبر 2024، ويشمل الآن جميع من يطلبون تأشيرة للمرة الأولى في المنطقة الشمالية من البلاد (التي تضم دوائرنا القنصلية في الرباطوفاس وطنجة). بالإضافة إلى هذا النظام الخاص بالمقابلات الفيديو التي ما زالت في مرحلة التجربة، نحن نعمل على تحسين وتيرة إصدار التأشيرات، خاصة أن الطلب كبير؛ لكن المهل تبقى قصيرة: 15 يوما في المتوسط (باستثناء مقدمي الطلبات لأول مرة). ومراكز استقبال الطلبات TLScontact، وهي المشغل المسؤول عن استقبال طلبات التأشيرات، أصبحت الآن مفتوحة صباح يوم السبت لاستقبال الجمهور الذي قد لا يكون متاحا في باقي أيام الأسبوع. ما هو معدل التأشيرات التي منحتها فرنسا في عام 2024؟ تم الإعلان عن الأرقام الرسمية من وزارة الداخلية منذ بضعة أيام. قامت فرنسا بمنح 283 ألفا و23 تأشيرة للمغرب في 2024؛ مما يمثل زيادة بأكثر من 15 في المائة مقارنة بعام 2023، وهو رقم يتضاعف مقارنة بعام 2022. وهذا يجعل من المغرب ثاني أكبر دولة تمنح فرنسا التأشيرات لها بعد الصين. ويتم كل ذلك بوجود فرق عمل في القنصليات التي تعمل بموارد ثابتة وتحت ضغط كبير. وأود أن أوجه إليهم تحية تقدير واعتراف. هل تعتقد أن العلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين يمكن أن تحسن نظام إصدار التأشيرات للمغاربة؟ كما قلت، نحن نعمل بنشاط على تحسين نظام منح التأشيرات لدينا، مع أخذ عوامل عديدة في الاعتبار: الموارد البشرية التي تظل ثابتة، والحاجة إلى التشاور مع الدول الأعضاء الأخرى في منطقة شنغن بشأن أي طلب جديد للتأشيرة (وهو ما يخلق تأخيرا لا يمكن تقليصه)، والطلب الذي لا يزال في تزايد. العلاقات الجيدة التي نتمتع بها مع المغرب تمكننا من مناقشة بسهولة الصعوبات المحتملة التي قد يواجهها مقدمو الطلبات المغاربة، والتسهيلات التي يمكننا وضعها لبعض الفئات، وكذلك توقعات سلطاتنا ومواطنينا في مجال التعاون في قضايا الهجرة. بالنسبة للطلاب، ما هي الحوافز المقررة لهم هذا العام؟ سنواصل تنفيذ النظام الذي بدأناه منذ عام 2023 والذي أثبت فعاليته، وفي الواقع، منذ عام 2022، قمنا بوضع إجراءات لتسهيل تسجيل الطلاب الراغبين في متابعة دراستهم العليا في فرنسا. في عام 2024، كان هناك 11 ألفا و545 مرشحا للانضمام إلى نحو 50 ألف مغربي يدرسون بالفعل في فرنسا. هؤلاء الطلاب يحصلون على دعم خاص من خلال "كامبوس فرانس"، ويمكنهم الآن أن يكونوا بصحبة والديهم عند انتقالهم. كما أطلقنا نظاما جديدا في عام 2024 مخصصا للخريجين، حيث كنا روادا في هذا المجال. ويتعلق الأمر بإنشاء "مسار سريع" موجه إلى خريجي الجامعات المغربية الذين حصلوا على شهاداتهم من شبكة التعليم العالي الفرنسي. هؤلاء الخريجون أصبحوا الآن قادرين على الوصول إلى مواعيد محددة. للاستفادة من هذا النظام، يكفي أن يكونوا مسجلين في منصة "فرانس ألمني ماروك". كم عدد الشكاوى التي تلقيتموها من المغاربة بشأن رفض التأشيرات؟ يسمح القانون الفرنسي لمقدم الطلب بتقديم طعن ضد أي قرار برفض التأشيرة. وبالتالي، فإن عدد الطعون كبير، بما يتناسب مع الاهتمام الكبير بالتنقل بين بلدينا. تهدف هذه الشكاوى غالبا إلى تقديم توضيحات حول مشروع السفر أو تقديم مستندات إضافية. ومع ذلك، أود أن أوضح أن مقدمي طلبات التأشيرات من المغرب يتمتعون بنسبة رفض منخفضة نسبيا، مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى.