أفرجت إسرائيل، اليوم السبت، عن الدفعة الثانية من الأسرى في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير إنها تتضمن 200 أسير من ذوي المؤبدات والأحكام العالية. وقد جرى الإفراج عن 107 أسرى من سجن "عوفر" إلى رام الله، واثنين من أم الفحم داخل أراضي ال48، وخمسة من القدسالمحتلة، و16 أسيراً إلى قطاع غزة، في حين تم إبعاد 70 منهم إلى خارج فلسطين. ومن بين المفرج عنهم، "عميد الأسرى الفلسطينيين" محمد الطوس (67 عاماً)، من قرية الجبعة جنوب بيت لحم، الذي أمضى 39 عاماً في سجون إسرائيل. كما أفرجت السلطات عن الأسير رائد السعدي (57 عاماً) من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، الأسير منذ عام 1989، وهو أقدم أسير في محافظة جنين. وفي السياق ذاته، تم الإفراج عن الأشقاء نصر ومحمد وشريف أبو حميد (ناجي) من مخيم الأمعري للاجئين في رام الله، مع إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية. وهم من بين أربعة أشقاء يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد في سجون إسرائيل، بينما استشهد شقيقهم الخامس القائد ناصر أبو حميد في نهاية عام 2022، ولا تزال إسرائيل تحتجز جثمانه حتى اليوم. وحولت قوات إسرائيل المنطقة المحيطة بسجن "عوفر" إلى منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت تجمع ذوي الأسرى، وأطلقت باتجاههم الأعيرة النارية وقنابل الغاز السام. واحتشد مئات المواطنين وذوو الأسرى في مجمع رام الله الترويحي لاستقبال الأسرى ال114 المفرج عنهم من سجن "عوفر"، بحضور محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام وعدد من أعضاء القيادة الفلسطينية. وقال نادي الأسير إن الطوس اعتقل في أكتوبر من العام 1985 على خلفية نضاله ضد الاحتلال وانتمائه لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وأُصيب حينها إصابات بليغة، وحكم عليه بالسجن المؤبد. الطوس من بين الأسرى القدامى الذين تم اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو، وعددهم اليوم 21 أسيراً، بعد ارتقاء الشهيد وليد دقة العام الماضي، بالإضافة إلى 11 أسيراً من محرري صفقة التبادل عام 2011 الذين أعيد اعتقالهم في 2014، من بينهم الأسير نائل البرغوثي. خلال سنوات اعتقاله، تعرض الطوس لعمليات تنكيل وانتقام على جميع الأصعدة. فقد هدم الجيش العبري منزل عائلته ثلاث مرات، كما رفض الإفراج عنه في صفقات التبادل السابقة، كان آخرها عام 2014، حينما رفضت إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى. أما الأسير رائد السعدي، فقد تعرض للاعتقال منذ بداية انتفاضة 1987، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين و20 عاماً، وكان من الأسرى الفاعلين في سجون إسرائيل وله تأثير كبير بين رفاقه الأسرى. خلال سنوات اعتقاله، فقد السعدي والدته وشقيقه، كما فقد والده الذي أصيب بالعمى خلال سنوات اعتقاله، ولم يتمكن من زيارته. وفي رسالة سابقة بعث بها بعد دخوله عامه ال35 في السجون، قال السعدي: "أشتاق لأبي ولرؤية بريق عينيه الذي اختطف منها نظره، أشتاق لتربة أمي، أن أقف على قبرها معتذراً عن عمر أمضته جالسة على عتبة الدار، مع كل حركة تنادي اسمي على أمل أن أكون أنا".