كشفت صحيفة "القبس" الكويتية " مؤخرا أن وزارة الثقافة والإعلام البحرينية ممثلة في الإدارة "الشكلية" للسياحة "قررت ترحيل نحو 500 فنانة مغربية يشتغلن في نحو 110 فنادق في المنامة مع بداية رمضان. وهو القرار الذي قالت الصحيفة إنه وقع "كالصاعقة على رؤوس أصحاب الفنادق في البحرين". وأشارت "القبس" إلى أن السبب "يعود إلى قرار آخر انضباطي اتخذته تلك الإدارة بضرورة ألا يعمل في حقل القاعات الترفيهية بفنادق البحرين إلا فنانون مؤهلون ومعتمدون ويحملون بطاقات فنية موثقة من بلدانهم الأصلية". وأضافت "صال أصحاب ومديرو الفنادق وجالوا خلال الشهور الثلاثة الماضية مستنجدين بوزارة الثقافة والإعلام وبكبار مسئوليها فطرقوا أبوابهم وانتظروا أمام مكاتبهم بالساعات والأيام، لكن الأبواب كانت موصدة، فلجأوا إلى الصحافة التي انقسمت بدورها إلى قسمين أحدهما يؤيد الترحيل ل"الفنانات" المغربيات من منطلقات دينية وتنظيمية في الأساس، وقسم آخر يرفض على أساس أن تلك الصناعة لها أصل وإن كان هذا الأصل لا يعبر بالضرورة عن مستوى الفن الذي تقدمه هؤلاء الفتيات، وأن مسألة الاحلال والاستبدال وتجهيز بطاقات الهوية الفنية تحتاج إلى مهلة، ولتكن سنة مثلا حتى لا يتضرر القطاع وينهال على مستثمريه". وتابعت "ما ان جاء صباح يوم العشرين من شهر غشت الجاري، أي قبل قدوم الشهر الفضيل بساعات، حتى اكتظ مطار البحرين الدولي بالفنانات المغادرات على حين غرة والدموع في عيونهن وفي عيون أحبائهن والمشتغلات معهن وأصحاب فنادقهن. فوزارة الثقافة والإعلام اتخذت قرار الترحيل وعدم التجديد لهؤلاء الفتيات من دون رجعة رغبة منها، بحسب التصريحات والتلميحات، في تنظيف سوق الفن من الدخلاء ومن الممارسات التي تمس الدين والعادات والتقاليد". يذكر أن العديد من الشبكات المتورطة في الدعارة تستغل صفة "الفن" من أجل تهجير الفتيات للعمل في كازينوهات وملاه ليلية بدمشق وبيروت وعمان والمنامة ودبي. وتحتوي مجمل العقود التي تحصل عليها الفتيات على صفة "فنانة مجالسة للزبائن"، أو "راقصة مجالسة للزبائن". واستنكر حسن النفالي، رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون في تصريحات صحفية سابقة ، "استغلال مافيا التهجير لصفة الفن من أجل تهجير الفتيات واستغلالهن في الدعارة " ، واعتبر النفالي أن هذه الأمور "تمس بكرامة الفنان المغربي، بعد النضال الطويل الذي استطاع خلاله أن يحظى بالاعتراف الرسمي من طرف الدولة وحصوله على مكاسب اجتماعية وصحية" مؤكدا أن الحصول على صفة "فنان" تتطلب عدة شروط، في الوقت الذي تسمح فيه بعض اللوبيات لنفسها بمنح هذه الصفة لفتيات يتم استغلالهن في أغراض أخرى خارجة عن إطار الفن.