يتظاهر المئات من النساء والرجال في ساحة الأمويين في دمشق الخميس للمطالبة بنظام مدني وبمشاركة النساء في الحياة العامة والعمل السياسي في الإدارة الجديدة في سوريا، كما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس. وردّد المتظاهرون شعارات مثل "سوريا حرة مدنية"، و"نريد ديمقراطية وليس دينوقراطية" (تيوقراطية)، رافعين لافتات كتب عليها "نحو دولة قانون ومواطنة" و"لا وطن حرا دون نساء أحرار". وقالت الموظفة المتقاعدة ماجدة مدرس خلال التظاهرة لفرانس برس: "موجودون هنا لأننا نشعر بأن كل نساء ورجال سوريا يجب أن يكونوا موجودين، لأننا نشعر للمرة الأولى بأن لدينا وجودا ونتكلم ونعبر ونسمع بعضنا". وأضافت المتحدثة: "سورياالجديدة يجب أن تكون للجميع، وهذا حقنا...المرأة لها دور كبير في العمل السياسي، وأشجع كل امرأة على أن تعبر عن رأيها"، وتابعت: "أي موقف يسيء حاليا للمرأة سنكون له بالمرصاد ولن نقبل به. انتهى العهد الذي سكتنا فيه". ويأتي هذا التحرّك بعد أكثر من عشرة أيام من وصول هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها إلى السلطة في دمشق، والإطاحة ببشار الأسد نتيجة هجوم مباغت شنّته تلك الفصائل من معقلها شمال غربي سوريا. وقبل فكّ ارتباطها عن تنظيم القاعدة كانت هيئة تحرير الشام تعرف بجبهة النصرة، وتتبّع فكرا جهاديا متطرفا، ومازالت تصنّف "إرهابية" من قبل عدد من الدول الغربية. لكنّ الهيئة تسعى إلى طمأنة الأقليات الدينية في البلاد واعتماد خطاب أكثر اعتدالا، وعيّنت حكومة تصريف أعمال تدير المرحلة الانتقالية في البلاد حتى الأول من مارس.