صادق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اليوم الأربعاء، بشكل رسمي، على تنظيم المملكة المغربية نهائيات كأس العالم 2030، في ملفها المشترك مع إسبانيا والبرتغال، وهو الملف الذي يحظى بثقة كبيرة من الجهاز الوصي على الكرة العالمية. وجاءت مصادقة "فيفا" على الملف الثلاثي لتنظيم مونديال 2030، إلى جانب ملف المملكة العربية السعودية في النسخة الموالية سنة 2034، من خلال "كونغرس" استثنائي ترأسه رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو؛ ليكون بذلك المغرب ثاني بلد عربي يحتضن هذا العرس الكروي العالمي بعد قطر في النسخة الماضية سنة 2022، التي طبعها تألق كروي مغربي تاريخي. وشدد إنفانتينو في كلمته خلال هذا المؤتمر على قيمة كرة القدم في جمع شمل الشعوب، وتوطيد العلاقات بين مختلف البلدان، مشيرا إلى أنها ذات أبعاد رياضية واقتصادية وثقافية واجتماعية. كما أعرب فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، في مقطع "فيديو" مُسجل تم عرضه ضمن مؤتمر "فيفا" الافتراضي، عن امتنانه على هذه اللحظات السعيدة التي نعيشها لتنظيم مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال، وواصل: "هذا الترشيح الثلاثي لتنظيم كأس العالم 2030 يصنع لنفسه مكانا في التاريخ. ستساهم هذه الاستضافة في جعل الرياضة رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية". وكان "فيفا" نشر في تقرير سابق شهر نونبر الماضي أن الملف المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال يُعد الوحيد في السباق، ويتميز ب"جودته الشاملة"، إذ يتجاوز الحد الأدنى من متطلبات الاستضافة الواردة في التقييم الفني الذي يتطلبه دفتر التحملات؛ كما منح تقييما خاصا بجميع الملاعب المرشحة لاحتضان المباريات المونديالية وأوضح التقرير أن الملف الثلاثي لتنظيم مونديال 2030 يطمح إلى تحقيق أهداف تتجاوز الجانب الرياضي، ويشمل جمع الشعوب وتعزيز الروابط بين قارتين متجاورتين من خلال الشغف المشترك بكرة القدم، بالإضافة إلى تحقيق أرباح اقتصادية كبيرة. ويُنافس المغرب إسبانيا بقوة على نيل شرف احتضان المباراة النهائية لكأس العالم 2030، من خلال ملعب الحسن الثاني الذي سيتم تشييده ببن سليمان، بمواصفات عالمية استثنائية، تُضاهي أكبر الملاعب العالمية، وسيكون من أكبر الملاعب في العالم بسعة تصل إلى 115 ألف متفرج، وسط قرية رياضية متكاملة، تضم فندقا فخما ومرافق ومتاجر وملاعب خاصة بالتدريبات، وطرق مواصلات حديثة. ورشح المغرب ستة ملاعب في ست مدن مختلفة، من أجل احتضان منافسات كأس العالم 2030 إلى جانب كل من البرتغال وإسبانيا؛ ويتعلق الأمر بملعب "الحسن الثاني الكبير" بالدار البيضاء، وملعب "أكادير الكبير" بأكادير، وكذا ملعبي مراكش وفاس، وملعب طنجة والمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط. وبخصوص التظاهرات المرافقة ل"المونديال" رشحت المملكة المسرح الكبير بالرباط لاحتضان قرعة الدور التمهيدي والأدوار النهائية، إلى جانب قصر المؤتمرات بابن جرير لاحتضان الأوراش والندوات الخاصة بالمنتخبات، وكذا المسرح الكبير بالدار البيضاء لاستقبال مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم.