وسط مزيج من "الآمال الحذرة" والدعوات إلى تجنب "الفوضى"، توالت ردود الفعل الدولية، اليوم الأحد، بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد إثر هجوم مباغت للفصائل المعارضة أنهى نصف قرن من حكم عائلة الأسد. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سقوط الأسد بأنه "يوم تاريخي في الشرق الأوسط"، معتبرًا ذلك بمثابة انهيار "الحلقة المركزية في محور الشر" الذي تقوده إيران. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الأسد "استقال" وغادر البلاد دون الإفصاح عن وجهته. وأوضحت المتحدثة ماريا زاخاروفا أن الأسد قرر التنحي بعد مفاوضات مع أطراف النزاع، مؤكدًا بدء عملية انتقال سلمي للسلطة. وأكدت طهران أنها ستعتمد "مقاربات ملائمة" للتعامل مع المستجدات في سوريا بما يتماشى مع مواقف "الأطراف الفاعلة" في دمشق. كما دعا الملك عبد الله الثاني إلى تجنب الفوضى واحترام إرادة الشعب السوري، مؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب السوريين في هذه المرحلة الحرجة. وشددت الحكومة العراقية على ضرورة احترام الإرادة الحرة للشعب السوري والحفاظ على وحدة البلاد، داعية إلى تجنب التصعيد. ووصفت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس سقوط الأسد بأنه مؤشر على ضعف حلفائه، روسياوإيران. أما أوكرانيا فقد رحبت بسقوط الأسد، معتبرة ذلك دليلًا على المصير المحتوم ل"المستبدين" المتحالفين مع موسكو. وهنأت حكومة طالبان المعارضة السورية والشعب على سقوط الأسد، معربة عن أملها في انتقال سلمي للسلطة. وصرح المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، أن سقوط الأسد يفتح بابًا جديدًا للسلام والمصالحة والكرامة لجميع السوريين. وخرجت بكين بدعوة صينية إلى استعادة الاستقرار في سوريا بأسرع وقت، مشيرة إلى أهمية الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية التي أُعلنت بين البلدين في عام 2023. ورحب الرئيس إيمانويل ماكرون بسقوط "دولة الهمجية" مع سقوط الأسد، مؤكدًا التزام فرنسا بأمن المنطقة ودعمها لوحدة الشعب السوري. أما مجلس الأمن القومي الأميركي فقد أشار إلى متابعة التطورات عن كثب، بينما أكد الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن الأسد "فرّ" بعد فقدانه دعم موسكو. وأكدت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر أهمية العمل لتحقيق استقرار سياسي يحمي المدنيين والبنية التحتية. وفي مدريد؛ أكد وزير الخارجية الإسباني التزام بلاده بحل سلمي يضمن استقرار سوريا ويعود بالنفع على الشعب. وحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على ضمان انتقال سلس للسلطة، مشددًا على ضرورة التعاون الإقليمي والدولي. مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش ناشد السوريين من أجل تجنب الفوضى، مشيرًا إلى أهمية التعاون لتحقيق الاستقرار. وشددت قطر على ضرورة منع سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، مع التأكيد على الحفاظ على وحدة المؤسسات الوطنية. بينما وصف المستشار أولاف شولتس سقوط الأسد بأنه "نبأ سار"، داعيًا إلى حل سياسي يضمن حماية الأقليات والجماعات الدينية. جدير بالذكر أن هذه المواقف الدولية تعكس تباينًا في الرؤى، بين ترحيب بسقوط نظام الأسد ومخاوف من انزلاق البلاد نحو مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.