تحت الرئاسة الفعلية للأميرة للا مريم، وبحضور بريجيت ماكرون، حرم الرئيس الفرنسي، أطلق المرصد الوطني لحقوق الطفل، الثلاثاء، بإعدادية "أبي ذر الغفاري" بالرباط، حملة "محاربة التنمر في الوسط المدرسي والتنمر السيبراني". وأوضح بيان صحافي توصلت به هسبريس أن هذه الحملة تتضمن العديد من الأنشطة الموازية، مثل بث كبسولة توعوية حول التنمر المدرسي في 3770 مؤسسة تعليمية (إعداديات وثانويات)، وتطوير تطبيق "اتحاد" لمحاربة التنمر والوقاية منه. كما تشمل الحملة إطلاق برنامج تدريبي يستمر لمدة ثلاث سنوات بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وخلال اللقاء، جدّد المرصد التزام الأميرة للا مريم بضمان تنفيذ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل منذ إحداث المرصد الوطني لحقوق الطفل سنة 1994 من قبل المغفور له الملك الحسن الثاني. وأشار المرصد إلى البرامج الواسعة النطاق التي أُطلقت منذ ذلك الحين، أبرزها إنشاء برلمان الأطفال من قبل الملك محمد السادس عام 1999، كمنبر يتيح للشباب التعبير عن قضاياهم في البرلمان والحكومة بصفة اقتراحية. كما تم خلال اللقاء تقديم مجموعة من آليات المرصد، من ضمنها الرقم الأخضر 2511 للإبلاغ عن حالات الأطفال ضحايا العنف، والذي يتيح لكل طفل أو شاهد الإبلاغ عن حالات سوء المعاملة. وقد تطورت هذه الآلية مع مرور السنوات لتصبح منصة حقيقية للاستماع والتدخل العاجل، تضم مختصين نفسيين وأطباء ومحامين مدربين من قبل المرصد. وتتضمن الآليات الأخرى التابعة للمرصد "الآلية الوطنية للتكفل النفسي بالصدمات النفسية لدى الأطفال"، التي تهدف للتكفل بالصحة النفسية للأطفال من خلال التدخلات الطارئة، والوقاية، والتدريب. وقدمت للأميرة للا مريم وبريجيت ماكرون مجموعة من الوثائق التي تستعرض أنشطة الآلية الوطنية للتكفل النفسي بالأطفال لسنة 2024، كما تم التنويه بتنقل فرق المرصد إلى المناطق المتضررة من زلزال الحوز في سبتمبر 2023 لتقديم الدعم النفسي للأطفال المتضررين. وفي سياق تعزيز القدرات، سيتم تدريب نحو 850 مهنياً على علاقة مباشرة مع الأطفال خلال سنة 2024. كما وضعت الآلية برنامجاً وقائياً يستهدف الأمهات والمراهقين من خلال بث مقاطع توعوية في النوادي النسوية والإعداديات والثانويات. وقد شهد اللقاء أيضاً إطلاق برنامج تدريبي مدته ثلاث سنوات لمكافحة التنمر المدرسي والتنمر السيبراني، يعتمد على منهجية "تقاسم القلق" التي تسعى لحل المشكلات دون لوم أي طرف. ومن المتوقع تعميم هذا البرنامج على جميع الإعداديات بالمغرب بحلول عام 2026. ويتضمن البرنامج دليلاً شاملاً يُعدّ مكسباً عملياً للمدرسين والعاملين في المجال التربوي، حيث يوفر أدوات ونصائح عملية لرصد حالات التنمر وتدبيرها بفعالية. وقد تسلمت الأميرة للا مريم وبريجيت ماكرون نسخة من هذا الدليل من طلاب إعداديين، في إشارة إلى انخراط الأطفال في مكافحة التنمر وتعزيز بيئة مدرسية آمنة. من جهتها، أشادت بريجيت ماكرون بجهود المملكة المغربية في مجال حماية الطفل وأعربت عن إعجابها بالمبادرات الرائدة التي يقوم بها المرصد الوطني لحقوق الطفل. وفي الختام، سلمت الأميرة "جائزة للا مريم" لممثل الطلاب المهندسين الأربعة من الجامعة الدولية للرباط، الذين قاموا بتطوير تطبيق "اتحاد" ضمن مبادرة "هاكاثون الطفولة الإلكترونية" التي أطلقتها الأميرة للا مريم في فبراير 2024. تهدف هذه المبادرة إلى تشجيع ابتكار حلول تكنولوجية تلبي احتياجات الأطفال الذين يواجهون صعوبات. وتعدّ هذه الجائزة تقديراً لإبداع هؤلاء الطلبة وإسهاماتهم في مجال مكافحة التنمر وتشجيعاً لهم على تطوير حلول لتحقيق رفاه الأطفال. يشار إلى أن التنمر المدرسي يُعدّ آفة عالمية تتطلب التزام الجميع، وتشكل حملة المرصد الوطني لحقوق الطفل، التي تقودها الأميرة للا مريم، جزءاً من التزام المغرب بحماية أطفاله.