لا حديث بين مهنيي النقل الدولي المغاربة، اليوم الأربعاء، إلا عن العاصفة القوية التي عرفتها مناطق معينة بالجارة الشمالية إسبانيا خلال الساعات الأخيرة، موازاة مع الأرقام التي تواصل الصحافة الاسبانية إيرادها بخصوص وجود خسائر بالجملة في صفوف مهنيي النقل والمدنيين بصفة عامة. ويواصل نقابيو النقل بالمغرب، إلى جانب أرباب الشاحنات، تدارس الوضعية وربط الاتصال بنظرائهم باسبانيا قصد معرفة حجم الضرر الذي لحق المهنيين المغاربة خلال هذه الكارثة الطبيعية التي عرفتها مناطق إسبانية، خصوصا فالنسيا وضواحيها. وأكدت مصادر نقابية لهسبريس "تضرُّرَ بعض الشاحنات المغربية في هذه العاصفة على مستوى الطريق السريع AP7، ما بين أضرار خفيفة وأخرى بالغة، حيث تتم مواصلة عملية التحقق من انقلاب شاحنات مغربية في هذه الظرفية المناخية الصعبة". وأوضحت المصادر من داخل الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات "أمتري" أن "المؤكد حاليا هو كون شاحنات مغربية كانت من بين الأساطيل اللوجيستية التي تضررت على مستوى الطريق الرابطة بين فالنسيا وبرشلونة، ضمنها شاحنات انقلبت". كما أشارت إلى أنه "يتم حاليا ربط الاتصال بمختلف الشركات المغربية المشتغلة في النقل الطرقي الدولي من أجل التوصل بمعطيات بخصوص ما إن كان المهنيون المنتمون إلى طاقمها، المتواجدون بالأراضي الإسبانية، سالمين إلى حدود اللحظة". وزادت: "نواصل كذلك التحقق من أخبار حول وجود حالة وفاة في صفوف المهنيين المغاربة. لا شيء رسمي إلى حدود الساعة، غير أن المؤكد هو أن بعض الشاحنات المغربية تضررت، إلى درجة أن بعضها انقلب على الطريق، إلا أن صعوبة الوضعية هناك جعلتنا لا نعرف تحديدا ما حدث في صفوف المهنيين المغاربة في الوقت الراهن". في سياق متصل، قال الشرقي الهاشمي، الكاتب الجهوي للنقل الدولي بجهة سوس-ماسة، إن "ما نعلمه حاليا كمهنيين هو أن العاصفة التي عرفتها مناطق باسبانيا لم تكن عادية، بل يؤكد المهنيون أنهم لم يروا مثلها خلال السنوات الأخيرة، مما تسبب في خسائر في صفوف الشاحنات المغربية، نحن مستمرون في تجميع معطيات بخصوصها". وأوضح الشرقي، في تصريح لهسبريس، أن "حجم الخسائر سيتضح بعدما يتم فتح الطريق على مستوى مدينة فالنسيا في البداية، في انتظار وصول الإغاثة إلى الطريق السريع الرئيسي AP7 الذي يعتبر بمثابة الشريان الطرقي الذي يربط الجنوب الإسباني بشماله وباقي التراب الأوروبي"، مشيرا إلى أن "هناك من المهنيين المغاربة بالتراب الإسباني من توقفوا على مستوى محطات الاستراحة أمس الثلاثاء". وطالعت هسبريس مجموعة من المحتويات الرقمية الصادرة عن مهنيين مغاربة في النقل الدولي من المتواجدين بالتراب الإسباني، وتحديدا على مستوى الطرق الرئيسية التي تربط فالنسيا بالشمال الاسباني، تفيد بتضّرر شاحنات مغربية، بين منقلبة وأخرى أضرّت العاصفة بجزئها الخلفي ومحتوياتها. وتشير أحدث الإحصائيات التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسبانية عن مركز تنسيق العمليات المتكاملة التابع لوزارة الداخلية، إلى أن "62 شخصا لقوا حتفهم بسبب الفيضانات في مقاطعة فالنسيا، مع تنشيط معهد الطب الشرعي بالمدينة ذاتها لما يصل إلى تسعة فرق لاستخراج الجثث". وأكدت صحيفة "إلباييس" في هذا الصدد أنه "تمت تعبئة الفرق الجوية وعلماء النفس العسكريين والكلاب المدربة لتحديد مواقع الجثث، حيث أمضى عشرات الأشخاص ليلتهم في فالنسيا فوق الشاحنات أو السيارات أو على أسطح المتاجر أو محطات الوقود أو محاصرين في سياراتهم على الطرق المغلقة"، مشيرة إلى أن "الأمطار تسببت في انقطاع التيار الكهربائي على 155 ألف شخص، وإغلاق الطرق في العديد من المقاطعات الشرقية والجنوبية الشرقية". وكان بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الاسباني، أكد في منشور له على منصة "إكس" "متابعته عن كثب التقارير عن الأشخاص المفقودين والأضرار التي تسببت فيها العاصفة في الساعات الأخيرة".