بعد مرور عام كامل على الهزة الأرضية التي ضربت الأطلس الكبير، تم تعزيز مدينة أمزميز، الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من بؤرة الزلزال، بقرية نموذجية تستوعب 144 طفلا يتيماً من الدواوير المجاورة. هذه القرية الفريدة، التي تمتد على مساحة هكتارين، صُممت لتقديم الدعم النفسي والمأوى لهذه الفئة من الأطفال. وتم إطلاق هذه القرية، السبت، بمبادرة من "الجمعية المغربية لحماية الأطفال في وضعية غير مستقرة"، بحضور عدد من الشخصيات الهامة، ضمنها قنصل فرنسا، والمدير الجهوي لأكاديمية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمدير الإقليمي للوزارة نفسها. وتهدف هذه المبادرة إلى توفير بيئة آمنة ومتكاملة تعيد الأمل للأطفال المتضررين. وفي تصريح للجريدة الإلكترونية هسبريس، قالت ثريا الجعيدي بوعبيد، رئيسة "الجمعية المغربية لحماية الأطفال في وضعية غير مستقرة"، إن الجمعية قررت المساهمة في إحداث "دوار شمسي"، الذي تم بناؤه في وقت قياسي بفضل تضامن المحسنين والمساهمين، مشيرة إلى أن الهدف من هذه القرية هو تمكين أيتام الزلزال من العيش بالقرب من ذويهم وفي محيطهم الطبيعي. وأضافت أن هذه القرية ستستقبل طفلاً من كل أسرة يتراوح عمره بين 3 و6 سنوات للاستفادة من مرافق متعددة تشمل ملاعب للتربية البدنية، وفضاءً للفنون التشكيلية، وأقساماً للمواد العلمية، مشيرة إلى أن الأطفال لديهم أيضاً الفرصة للترفيه واللعب مع زملائهم من مؤسساتهم التعليمية لتعزيز اندماجهم الاجتماعي. من جانبها، أشارت إيمان مريم بنكيران، مهندسة المشروع، إلى أن الفريق أخذ بعين الاعتبار كل التفاصيل المتعلقة بالطبيعة ومواد البناء المحلية لبناء قرية تلبي احتياجات الأطفال. وأضافت أن القرية تحتوي على مرافق متنوعة للتربية والتكوين والرياضة والفن، زيادة على السكن المخصص للإناث والذكور ومطعم وقاعة للصلاة وإدارة ومصحة. وأوضحت أن الفضاء تم تصميمه بطريقة إيكولوجية تحترم معايير مكافحة الزلازل لضمان سلامة الأطفال والأطر المشرفة عليهم، مما يعزز التنمية الشاملة للأيتام. يذكر أن التعاون مع جمعيات آباء التلاميذ والنسيج الجمعوي المحلي سيمكن جماعة أمزميز من الاستفادة من المرافق الثقافية والرياضية في القرية، مما يعزز العيش المشترك ويسهم في إدماج الأطفال في المجتمع.