خلال لقاء عقد بسفارة برلين بالرباط، أمس الخميس، أكد سفير ألمانيا بالمغرب، روبرت دولغر، أن "العلاقات مع المملكة المغربية تطوّرت بشكل كبير وغير اعتيادي، ما جعل التعاون المغربي الألماني المعاد تشكيله يجني الثمار في هذه اللحظات، وقد كان زلزال الحوز دليلا على ذلك؛ إذ قدّمت حكومة بلاده ملايين اليوروهات للمساهمة في إعادة البناء". اللقاء الذي حضره، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي، بمناسبة الذكرى 34 لإعادة توحيد ألمانيا، أكد فيه السفير دولغر أن "ما وصلت إليه العلاقات بين المغرب وألمانيا حاليا يدعو للفخر". وأضاف الدبلوماسي الألماني ضمن كلمته أن البلدين معا "تمكّنا من تحقيق نقلة جديدة مبنية على أسس الثقة المتبادلة والقيم المشتركة تعمل من خلال الحوار الإستراتيجي لوزيري خارجية البلدين، لدفع التبادلات بين حكومتينا، وقد اتسع نطاق التعاون بدرجة كبيرة في مجالات مثل المناخ والطاقة، والتنمية المستدامة، والهجرة، والإصلاحات الاجتماعية، والمجتمع المدني، والدين، والتعاون الأكاديمي، والأمن"، مؤكدا أن "السياسة الألمانية التي رافقت المملكة منذ عقود ساهمت إسهاما واضحا في هذا التعاون". واعتبر دولغر أن "مأساة الحوز أظهرت أن المغرب وألمانيا يمكن أن يعتمدا على بعضهما البعض، وهما بلدان قادران على مواجهة التحديات المشتركة مستقبلا بروح من التضامن والشراكة المتساوية". وتابع سفير برلين بالرباط بأن "العلاقات المغربية الألمانية تعيش حاليا على وقع أسس الثقة"، مبينا أنه "قبل عام، في الثامن من شتنبر، تذكّر الجميع في السفارة حالة الصدمة التي كنا فيها، وقد شدّدت برلين وطواقم سفارتها بالرباط آنذاك على مؤازرة المملكة في مساعدة الضحايا وعمليات إعادة الإعمار". وفي هذا الصدد كشف الدبلوماسي الألماني أن "برلين التزمت بهذا الأمر ووفت بوعدها، إذ بالإضافة إلى مساعدتها الإنسانية الطارئة وافق البرلمان الألماني على 100 مليون يورو كائتمان تفضيلي وهبة قدرها 10 ملايين للمساعدة التقنية بعد أسابيع فقط من الكارثة"، موردا أن "هذه المبالغ صرفت لتزويد المتضررين بها ومن جهة لإعادة البناء من طرف السلطات المغربية، وهي المساعدات المماثلة التي قدمها الاتحاد الأوروبي".