جرى، يوم السبت 21 شتنبر الجاري، في إطار فعاليات موسم الخطوبة الذي يُقام سنويا بالجماعة الترابية بوزمو التابعة لدائرة إملشيل بإقليم ميدلت، توثيق عقود الزواج ل30 عريسا وعروسا في خيمة نُصبت بالقرب من ضريح سيدي أحمد المغني باعتباره مكانا مقدسا لتوثيق الزواج والتبرك بالولي الصالح لجلب البركة والسعادة للزوجين. وأشرفت على تنظيم هذا الحدث الثقافي والاجتماعي، الذي يعكس تقاليد مجتمعية عريقة ويجمع بين العادات المحلية والإجراءات القانونية لتوثيق الزواج، السلطة الإقليمية بميدلت والمصالح الأمنية لضمان أن تمر العملية بشكل منظم وآمن؛ بالإضافة إلى فعاليات ثقافية ومدنية من المنطقة، لتعزيز الجانب الاحتفالي والتقليدي للمناسبة. كما جرى توثيق العقود بحضور العدول الذين سجلوا العقود رسميا، مما يضمن الجانب القانوني للزواج. موسم الخطوبة هو مناسبة تقليدية تعود إلى عقود في المنطقة، حيث يجتمع شباب المنطقة ومعهم القبائل المجاورة للاحتفال بالزواج وتوثيق العقود في جو من الفرح والتقوى. كما أن هذا الموسم ليس مجرد فعالية اجتماعية أو ثقافية؛ بل هو أيضا منصة لتعزيز الروابط الاجتماعية والتقاليد المحلية. ويساهم هذا الموسم في تقريب الشباب من بعضهم، وتعزيز فكرة الزواج الجماعي؛ وهو ما يخفف من الأعباء المالية على الأسر، ويعزز التضامن الاجتماعي. من الناحية القانونية، يوثق الزواج بشكل رسمي في المغرب بموجب مدونة الأسرة التي تحكم عقود الزواج. ويضمن هذا التوثيق حقوق الزوجين، ويوفر الأمان القانوني للأسرة الجديدة. كما أن توثيق الزواج في مثل هذه المناسبات يعكس توافقا بين التقاليد المحلية وبين القوانين الوطنية. يذكر أن توثيق عقود الزواج في موسم الخطوبة بضريح سيدي أحمد المغني هو مزيج فريد من الاحتفال بالتقاليد المحلية والالتزام بالإجراءات القانونية، وهذا الحدث ليس فقط احتفالا بالزواج؛ بل هو تأكيد على أهمية الروابط الاجتماعية والتضامن في المجتمع. من خلال هذه الفعاليات، تجدد الروح الجماعية وتعزيز القيم الأسرية؛ مما يسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكا وتقدما. وبلغ عدد العرسان الذين وُثقت عقود زواجهم، هذه السنة، بحضور السلطة الإقليمية والعدول وممثلي المصالح الأمنية والسلطات المحلية ومنتخبين جهويين وإقليميين ومحليين، 30 عريسا وعروسا. ولوحظ في موسم هذه السنة تغير كبير في مراسيم التوثيق، حيث أكد مصدر من داخل الموسم أن تعليمات وجهت إلى العدول لتفادي الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام. كما رفض العرسان تصويرهم من قبل المنابر الإعلامية؛ فيما أكد المصدر نفسه أن ما نشر في السنوات الماضية، خاصة ما يتعلق بتوثيق زواج القاصرات، خلق نقاشا واسعا، وفق تعبيره. وعبّر العديد من الشباب الحاضرين عن رفضهم لتسمية هذا الموسم بموسم الخطوبة أو الزواج، ملتمسين تغييره السنة المقبلة.