اختتمت ليل أمس الاثنين في مداغ، التابعة لإقليم بركان، فعاليات الدورة التاسعة عشرة من الملتقى العالمي للتصوف، الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة "الملتقى"، تحت رعاية الملك محمد السادس، بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم. وتوّجت الدورة، التي نُظمت بين 11 و16 شتنبر الجاري، ب"إعلان مداغ" حول الذكاء الاصطناعي، والذي يروم "وضع أسس أخلاقية تحكم تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بما يحقق رفعة الإنسان وخدمة المجتمع في إطار من المسؤولية والوعي". وشدد المشاركون في الملتقى، ضمن الإعلان ذاته، على أن "كل تكنولوجيا تُطور يجب أن يكون وازعها القيم الأخلاقية"، داعين أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى حفظ خصوصية الأفراد وحماية بياناتهم من أي انتهاك أو إساءة استخدام، وجعل التكنولوجيا وسيلة لتحقيق الخير والإصلاح، وتجنب إلحاق الضرر بالمجتمع أو البيئة". وخرج المشاركون في أشغال هذه التظاهرة العالمية بتوصيات تدعو إلى "التشجيع على الانفتاح الإيجابي على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لما يتيحه من إمكانيات هائلة في شتى الميادين العلمية والمعرفية والمهنية"، وتشدد على "ضرورة خلق مرجعية معرفية وقيمية للوعي بالذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية والتحسيس بفوائده ومخاطره، حتى نستثمره في صناعة نهضة تنموية رائدة تضمن التقدم لأمتنا بين الأمم". وأوصى المشاركون في الملتقى ب"التعاون والتشارك في اقتراح ميثاق أخلاقي يكون دليلاً ومرشداً لمطوّري هذه التقنيات وعوناً لهم على التجاوب مع مقتضيات الأخلاق ومتطلبات الإبداع والابتكار، ووضع معايير وضوابط قانونية وأخلاقية تضمن منع وقوع الضرر على الأفراد والمجتمعات من قبل الشركات المطورة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي". كما دعوا المعنيين، من علماء ومدبري الشركات والمسؤولين الحكوميين وغيرهم، إلى "التعاون في توسيع دائرة الاستفادة والاستنفاع بهذه التقنيات والتقليل من مخاطرها". وكانت الجلسة الختامية للملتقى العالمي للتصوف فرصة لتتويج الفائزين في مسابقتي تجويد القرآن والشركات الناشئة، فضلا عن تكريم المشاركين في الجلسات العلمية المنظمة طيلة الأيام الماضية.