تمهيد ذوقي: "" فسبحان من أعطى الوجود بجوده ** وقسمه قسمين للكشف والحجب. فأشهد ذا فضل وسبق عناية ** وأوقف ذا خلف الحجاب بلا ذنب فقف وتأدب واتعظ ثم ولا تقل ** حجبت بلا ذنب وهذا من الذنب ألا إنما العقبى لمن بات سره ** يرى البعد والتقريب في الذنب والعتب لقد ظهرت فلا تخفى على أحد ** إلا على أكمه لايعرف القمرا لكن بطنت بما أظهرت محتجبا ** وكيف يعرف من بالعزة استترا - تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك الى ماحجب عنك من الغيوب. - الحق ليس بمحجوب وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه، إذ لو حجبه شئ لستره ماحجبه، ولو كان له ساتر لكان لوجوده حاصر، وكل حاصر لشئ فهو له قاهر وهو القاهر فوق عباده. - إنما حجب الحق عنك شدة قربه منك . - إنما احتجب لشدة ظهوره وخفي عن الأبصار لعظم نوره. أولا:خصلة سيميائية في تقييم المرأة والحجاب الحمد لله الذي جعل الحاجبين جمالا للوجه وسترا للعينين، إذ لولا قيمة ونفاسة العين لما كان لها حاجب وساتر، ولولا وجود الحاجب لما كان للعين جمال وتجدد قوة في الاستمتاع والاستفادة من المناظر. فحاجب العين يكسبها مناعة وجمالا، لأنه من جهة لا يجعلها مبتذلة ببروزها الشفاف عند الإبصار، ومن جهة يحفظها من وقع الصدمات ومن العثار وشتى الأضرار. ومن هنا فلم يسم الحاجب حاجبا في أغلب الظن (مأخوذا من مادة حجاب) إلا لدوره في حجب العين عن الوقوع في المعاطب، والاسترسال في النظر بغير مراقب، وذلك لكيلا تتعرض للعمى والكلال والتيه والضلال لأنها شديدة الحساسية والتأثر والإنفعال... والمرأة من هذا المثال قياسا تعد أم العين وعدستها التي لا تعوض بثمن، وخاصة حينما يصيبها العشي أو العمى والرمد، بسبب الإهمال وغياب الحياء وصالح الأعمال، كما أن الحجاب بالنسبة إليها يكون الحاجب الذي يزيدها وقارا وبهاء إذا وظف بشروطه الشرعية. فالحجاب له وظيفته الجمالية والوقائية وذلك لخاصية المرأة الانفعالية الغالبة عليها، وهو انفعال الحنان والمحبة، إذ أن هذه الخاصية لا تزيدها في نظر الرجل إلا قيمة وحرصا على صيانتها، وذلك بسترها عن كل ما يحول انفعالها الإيجابي إلى انفعال سلبي، ربما قد يصبح بصورة شاذة منقلبا ومتحولا نحو الوضع الفاعلي إن هو وظف بغير طريقه الشرعي، وبصورة مفرطة ومتطرفة كما هو عليه حال أغلب المتبرجات في عصرنا، حتى ليكاد يخيل للمرء أن الأرض أصبحت عبارة عن كومة مغناطيسية تحمل فوقها مجموعات شحنات كهر-شهوية. ولا ينبغي للمرأة أن تنظر إلى وصفنا إياها بخاصية الانفعال كعنصر سلبي يحط من قيمة شخصيتها وإدراكاتها، ولكن على العكس من ذلك، فهو يمثل قمة الإيجابية بالنسبة إلى وجودها نفسا وجسدا ووظيفتها في المجتمع أما وزوجة. وتظهر هذه الإيجابية في تمثيلنا للمرأة ووظيفتها في المجتمع بوظيفة العين وفضلها على سائر الأعضاء البارزة في الجسد، حيث لا ملاحظة لبروزها وأشكالها إلا من خلال العين. فلو كانت السلبية والايجابية تقاس بالفاعلية والانفعالية لكانت العين تعتبر من أخس الأعضاء في جسم الإنسان، لأنها أشدها تأثرا وانفعالا بالأشعة والحرارة أو البرودة والحموضة ، بينما العكس هو الحاصل في تثمين العين وتسعيرها حيث لا تقدر بثمن، لأنها أعز من أن تثمن وأغلى من أن يحتويها سعر ولو خيرت بمال الدنيا كلها. فالحاجب لا يكتمل دوره إلا من خلال الأشفار والأهداب المرتبطة به عضويا والمحددة به شكلا ووظيفة، كما أن حجاب المرأة في الإسلام لا يكتمل معناه حتى يوصل شكله بمضمونه، و خاصه بعامه ومطلقه بمقيده . فهو إما حجاب خاص بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته، وإما حجاب عام ملزم لنساء المؤمنين وبناتهم. ونحن في هذه الدراسة لن نقتصر على الحديث عن حجاب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كما يقتضيه المصطلح أصلا، لأنهن قد طبقناه تطبيقا، وبقين المثال الأعلى والقدوة الأطهر في باب الحجاب والالتزام بأمره وما يقتضيه من الآداب، بدون تأويل ولا تعطيل أو انصراف عنه بتبرير. ومن هنا فقد سعينا إلى دراسة الحجاب من جهة الأمر الشرعي العام باعتباره جنسا تندرج تحته أنواع ، تجمع مابين المكوث في البيت والنقاب والجلباب والخمار، قد تتفاوت درجات تطبيقاتها بتفاوت الضرورة الداعية اليها عموما وخصوصا ، تقييدا وإطلاقا. إذن فلامشاحة في الإصطلاح ان كان المعنى مفهوما والمقصد واضحا، لأن العبرة بالمعاني لا بالمباني، فقد يكون حجاب بلا ستر وقد يكون ستر بغير حجاب، أو يكون ستر وحجاب، وهذا من كمال المصطلح والمضمون. لأن مصطلح الحجاب أدق في المعاني من مصطلح الستر رغم أنه مرادف له. إذ كل حاجب ساتر وليس أن كل ساتر حاجب، )وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا). (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ثانيا: حجاب المرأة بين الذاتية السياسية والاعتبارات الموضوعية حينما يدرج موضوع ديني في لعبة ذاتية تتيه حقيقته ويشتبه على العامة وأصحاب النظر السطحي أمره، خاصة إذا كانت هذه اللعبة مزايدة سياسية أو عنصرية متخلفة طاغية، أو ذات طابع تعصبي ليس له من وظيفة وغاية سوى إقصاء أو إسكات الآخر حتى لا يصبح طرحه هو الجالب للأنظار والمحرك الأولي الألباب والأبصار . 1/ ملخص تناقض العلمانيين في رفض حجاب المرأة. وحجاب المرأة المسلمة يعد من أبرز المواضيع التي استهلكت فيها الأحكام الذاتية استهلاكا، وتاه الناس في تحديد أبعادها تيها،وذلك لأن الغالبية ممن تعرضوا لهذا الموضوع تنظيرا أو تطبيقا قد أسقطوا أحكامهم بشكل انشطاري محض، إما من باب القياس الذاتي القائم على المماثلة المغلوطة من خلال الملاحظة الداخلية، وإما من باب قياس المماثلة المغلوطة أيضا من جهة الملاحظة الخارجية الناقصة، فلم يتعاون الداخل مع الخارج وبالتالي أسقطت الاحكام على موضوع حجاب المرأة. أبرزها ذات منطلقات سياسية وكذا اقتصادية واجتماعية عرفية وعصبية بائدة محضة... فالغربيون في عصرنا مثلا رغم ادعائهم المزعوم بأنهم ذوو اتجاهات سياسية ديموقراطية لم يسعهم إلا أن يخترقوا قواعد اللعبة بشكل مكشوف، رغم أن ذلك يضر بسمعتهم الإدعائية فيما يتعلق بالحريات العامة وحقوق الإنسان التي يزعمون حمل لوائها ومناصرتها. ومن هنا فقد تناقضوا مع أنفسهم سياسيا واجتماعيا بل حتى تقنيا وفيزيائيا كما سنرى. إذ من أبرز هذه التناقضات السياسية والإجتماعية لديهم رفضهم للحجاب عند المسلمين مع إبقائهم أو سكوتهم عن حجاب الراهبات في كنائسهم ومزاولتهن لأعمالهن به خارجها ، وخاصة في فرنسا، بحيث تلاك لدى الفرنسيين مبررات ذاتية وغريبة كما يقول غارودي حاكيا عنهم في هذا النص: "يمكن للحجاب أن يكون رمزا لانسلاب المرأة واستعبادها متناسين أن هذا الحجاب كان أيضا حجاب مريم العذراء، كما تشهد على ذلك الرسوم الأيقونية المسيحية وأنه منذ أجيال حجاب الراهبات على الشاشة الصغيرة . كانت أنثوية تؤكد أن منع الحجاب كان يتجاوز نطاق علمانية المدرسة، وقالت : إن المقصود هو ((الدفاع عن كرامة المرأة)) فهل ستمنع الراهبات من التحجب؟ إن تمييزا كهذا لايمكنه إلا أن يغذي تعصبات الجانبين" كما يعلق غارودي. وهذه المعايير المتناقضة تكيل بمكيالين، وهي تمثل سياسة الحيف والذاتية المهينة والمكشوفة، بالإضافة الى مالها من خلفيات صليبية وعصبية ذات جذور في الصراع التاريخي والحضاري والإختلاف العقدي، يغذيه الحقد الغربي الأوروبي بهذه المواقف المشينة. وبجانب هذه المواقف الغريبة ذات الخلفيات المشار إليها، توجد مواقف عربية أكثر تناقضا من طرف بعض السلطات والمثقفين، ذوي النزعات العلمانية أو التبعيات التقليدية العمياء للسياسة والثقافة الغربية على حساب الدين الإسلامي وأخلاقياته وأحكامه. إذ التأرجح قائم بين محاربة الحجاب بشكل مفضوح وضاغط، وبين رفضه على سبيل المخالفة العملية واستصدار المواقف النظرية الهزيلة دون الوصول إلى حد الإلزام بالقوة والتعسف في منع النساء ارتداء الحجاب كما قد يحدث في بعض المؤسسات العربية ذات التبعية الجوهرية والشكلية للنمط الغربي. وقد يبرر هذا الرفض للحجاب لدى هؤلاء وأولئك على حد سواء في أغلب الأحيان،كرد فعل ضدا على بعض الاتجاهات الإسلامية ذات التطلعات السياسية ابتداء في تجمعاتها وتحزباتها، الا أن هذه التبريرات قد تعتبر ملغية حينما نقيس الحجاب بالمقياس الشرعي والنظري والتجريبي الموضوعي كما سنرى. إذ الجماعات الاسلامية التي، ربما تستغل موضوع الحجاب لصالح توجهاتها كورقة ضغط أو استقطاب جماهيري للوصول إلى هدفها السياسي، لا يمكنها أن تفت في عضد الحجاب لحد المسارعة إلى إلغائه ونزعه على سبيل المخالفة السياسية ، وبدعوى زائفة وهي أن جماعة ما قد تلتزم الحجاب كأساس لها في تحديد هوية المرأة المسلمة، والتزامها المبدئي والسلوكي بتوجهاتها السياسية ، قد يؤدي إلى تحريض على العنف أو الحد من حريات النساء اللواتي لم يلتزمن الحجاب، حينما يصبح هو القاعدة والسفور هو الاستثناء عمليا...! فالحجاب ليس من ملك جماعة أو مذهب إسلامي دون آخر، وإنما هو ذو أساس ديني له بعد توحيدي عقدي وسلوكي ، منصوص عليه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه المحكم والمجمل والمفصل والمبين حدوده وأسبابه، ولا يعتريه نسخ أو مبرر غير ما ورد به النص من التأكيد على وجوبه. 2/ وهم الاقتران ومرضيته في رفض حجاب المرأة : وما اقتران الحجاب بمظاهر بعض الجماعات الإسلامية ذات البعد السياسي في خطاباتها وتنظيماتها إلا اقتران تلازم عام في كل تجمع إسلامي ومذهبه سواء كان له بعد سياسي أم لم يكن، لأن الحجاب شأنه شأن باقي القواعد الإسلامية التي لا يسقط وجوبها بدعوى سد الذرائع الظرفية، وذلك لارتباطه بالإيمان والعقيدة تشريعا من الله تعالى، ولهذا فلو كان كل ما يلازم حركة إسلامية من مظاهر وقواعد عقدية أو سلوكية منصوص عليها في الكتاب والسنة ينبغي إقصاؤه من التعامل لأنه ملابس لشعارات المعارضة السياسية ، فإنه سيكون حسب هذا المنظور الضيق الإسقاطي أن تقصى العقيدة من حياة المسلمين، بدعوى أن علم العقائد أو علم الكلام كان دافع نشأته سياسيا، وأن رواده كانوا هم المعتزلة، الذين سيصبحون في وقت ما زعماء سياسيين، بل وصلوا إلى مستوى الخلافة، كما أنه قد يقصى الآذان من المساجد بدعوى أنه يساعد على التطرف الديني كما صرح به في بلد عربي كان يتخبط في حرب شبه أهلية لغاية أن نودي بمنع الآذان من بثه عبر أمواج الإذاعة لهذا المبرر السخيف. ومثل هذه المواقف المريضة تعبر عن عقد نفسية وإسقاطات ذاتية تطغى عليها الميول التعسفية إلى مخالفة أحكام الشرع ونظر العقل السليم، يمكن أن توضع في دائرة ما يسميه الغربيون أنفسهم بالانعكاسات الشرطية المرضية التي تحيل إليها بعض مدارسهم أغلب العقد النفسية، كالمدرسة السلوكية التي تنظر لمعالجتها بالمخالفة السلوكية وما إلى ذلك... وتتجلى هذه الانعكاسات الشرطية في موقفهم من حجاب المرأة المسلمة، والتي نجد لها وصفا قريبا يشخصه الغزالي في أمثلة تدحض المواقف الغربية والعربية المستلبة من الحجاب وارتباطه بالسياسة والعصبيات وغيرها. فيقول باعتباره صوفيا أن : " أقل درجات العالم أن يتميز عن العامي الغمر فلا يعاف العسل وإن وجده في محجمة الحجامِ. ويتحقق أن المحجمة لاتغير ذات العسل، فإن نفرة الطبع منه مبنية على جهل عامي منشؤه أن المحجمة إنما صنعت للدم المستقذر لصفة في ذاته، فإذا عدمت هذه الصفة في العسل فكونه في ظرفه لا يكسبه تلك الصفة فلا ينبغي أن يوجب له الاستقذار وهذا وهم باطل وهو غالب على أكثر الخلق" ثم يضيف بأن : "قرب الجوار بين الزيف والجيد لا يجعل الجيد زيفا كما لا يجعل الزيف جيدا. فكذلك قرب الجوار بين الحق والباطل لا يجعل الحق باطلا كما لا يجعل الباطل حقا«. ويقول في مثال آخر عن الوهم الانعكاسي: "فإن ما رؤي مقرونا بالشيء يظن أن الشيء أيضا لا محالة يكون مقرونا به مطلقا ولا يدري أن الأخص أبدا يكون مقرونا بالأعم. وأما الأعم فلا يلزم أن يكون مقرونا بالأخص ومثاله ما يقال من أن السليم أعني الذي نهشته الحية يخاف من الحبل المبرقش اللون وهو كما قيل، وسببه أنه ادرك المردي وهو متصور بصورة حبل مبرقش، فإذا أدرك الحبل سبق الوهم إلى العكس وحكم بأنه مؤذ فينفر الطبع تابعا للوهم والخيال وإن كان العقل مكذبا به". وهذا الوهم هو الذي وقع فيه الغربيون ومعهم أذنابهم من بعض العرب المستلبين والمرضى نفسيا وذلك حينما يحاربون حجاب المرأة المسلمة بدعوى أن جماعات إسلامية يصفونهم بالتطرف -حسب زعمهم - يتخدون من الحجاب وسيلة للاستقطاب الجماهيري وإثارة الانتباه إلى حضورهم في الساحة السياسية حتى يتسنى لهم الوصول إلى منابر الحكم. إذ اقتران الحجاب أو حتى اللحية بهذه الجماعات جعلهم يتوهمون أن الحجاب هو مكون من مكوناتها السياسية فيجب نزعه في الحال قبل أن يستفحل أمره، ناسين أن الحجاب له أصل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وله غاية عقدية إيمانية وسلوكية أخلاقية قبل كل شيء، يتكرم بها الرجل والمرأة على حد سواء، ولا يقترن بتوجه سياسي معين أو جماعة أو فئة كيفما كان حالها، كما أن قاعدة الانعكاسات الشرطية فيما ذهب إليه علماء النفس الغربيون ستكون ضدا على مزاعمهم واعتراضاتهم على الحجاب الإسلامي إن هم التزموا الموضوعية في تحديدهم للسلوك الإنساني وخلفياته كما سنرى. فلا ينبغي إقصاء الحجاب من مظاهر المرأة وتصميم لباسها بدعوى هذه الاقترانات الوهمية أو بدعوى سد الذريعة أو إلغاء حكم شرعي للضرورة قياسا على ما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثلا : من إسقاط لحد السرقة عام المجاعة، إذ أن إسقاط حد السرقة ليس معناه الدعوة إلى السرقة والحث عليها، كما أن هذا الاسقاط ليس إلغاء وإنما هو انتقال إلى حكم آخر بحسب الظرف المقتضي لذلك، ومن هنا كان مؤديا إلى مصلحة لا محالة. أما إسقاط الحجاب ولوازمه بدعوى اعتباره وسيلة للضغط السياسي أو الاستقطاب الجماهيري لتحقيق أهداف حزبية، فإنه مؤدي إلى المفسدة لا محالة : وهي تبرج المرأة وإثارة الغرائز والشهوات، والتخبط في أوحال الأمراض الانعكاسية واشتراطاتها من خلال التوهمات والاقترانات المصاحبة للتبرج والسفور والاختلاط والتقارب غير المقيد بين الجنسين، فيترتب عن ذلك القلق والشك والريبة، وتوهم الاثارة المتعمدة والظنون السيئة بين الرجال والنساء على حد سواء. تساهم في ذلك النظرة والخطرة وما إلى ذلك مما يقترن بالتبرج ومحيطه كذريعة واقعية أو أقرب منها ينبغي سدها موضوعيا بمنع السفور. ومن هنا فنظرة المسلمين إلى حجاب المرأة ليست نظرة اقترانية وهمية ولا سطحية آنية أو حزبية حركية سياسية ذاتية، وإنما هي نظرة عقدية إيمانية وعرفانية موضوعية، تتخطى كل الاعتبارات الوهمية التي تخبط فيها الغربيون ومعهم بعض العرب ذوي الميولات الشهوية، الفاقدة لأبسط قواعد الغيرة التي كانت تطبع سلوك أجدادهم في الجاهلية والتي اكتملت بقواعد الحياء في الاسلام، فأصبح الانسان العربي المسلم نموذج الرجولة المكتملة عبر التاريخ الانساني يجمع بين العفة والغيرة والحياء.