أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، بسلاح جديد طورته بلاده عبارة عن صاروخ تطلقه طائرة مسيرة، وقال إنه سينقل الحرب إلى روسيا التي توعدها بردود انتقامية. واستخدم زيلينسكي لهجة ساخرة لوصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، البالغ من العمر 71 عاما، وحديث موسكو عن استخدام الأسلحة النووية، في مقطع فيديو نشره على تطبيق "تلغرام". وقال الرئيس الأوكراني: "بوتين رجل عجوز مريض من الساحة الحمراء يهدد الجميع باستمرار المسك بالزر الأحمر. لن يملي علينا أيا من خطوطه الحمراء". وأضاف أن أوكرانيا "تفاجِئ مرة أخرى"، في إشارة إلى الهجوم الأوكراني على كورسك. سلاح "باليانيتسيا" وخلال إحياء أوكرانيا ذكرى مرور 33 عاما على استقلالها عن الاتحاد السوفياتي، قال زيلينسكي إن سلاح "باليانيتسيا" الجديد أسرع وأقوى من الطائرات المسيرة المصنعة محليا، التي تستخدمها كييف حتى الآن في حربها مع روسيا وفي قصف مصافي النفط والمطارات العسكرية الروسية. وأضاف "عدونا سيعلم ما هي الطريقة الأوكرانية للرد. إنها طريقة جديرة بالاهتمام ومتوازنة وبعيدة المدى"، مشيرا إلى أن السلاح الجديد استُخدم في توجيه ضربة ناجحة إلى هدف في روسيا دون أن يحدد موقع الهجوم. وفي المقطع ذاته الذي تم تصويره بمنطقة غابوية مهجورة شنت منها كييف هجومها المفاجئ، قال زيلينسكي إن روسيا بشنها الغزو في 2022 "كانت تسعى إلى أمر واحد: تدميرنا. وبدلا من ذلك نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والثلاثين لاستقلال أوكرانيا"، متوعدا بأن روسيا سوف "تعرف ما هو الانتقام". ورغم حدة هذه التصريحات، أعلنت روسياوأوكرانيا التوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى شملت 230 أسير حرب مناصفة بين الطرفين، من بينهم جنود أسروا خلال الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الحدودية. وكانت كييف قد أكدت أسر "مئات" الجنود الروس، بينهم مجندون وحرس حدود، خلال هذه العملية، فيما لا يزال آلاف الجنود الأوكرانيين محتجزين لدى روسيا. وتم هذا التبادل، على غرار صفقات التبادل الأخرى، بوساطة من الإمارات العربية المتحدة، التي أشارت إلى أنها "وسيط موثوق به" لدى الطرفين، مؤكدة أن "الحوار وخفض التصعيد هما السبيل الوحيد لحل الأزمة". ومنذ أيام حذرت موسكو من كارثة نووية في حال شن الجيش الأوكراني هجوما على محطة كورسك النووية الواقعة بالمنطقة التي تشن فيها كييف هجوما منذ أسبوعين. ثقل القتال وإذا كان الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية يحظى باهتمام كبير لأنه ينقل الحرب إلى أرض المهاجم، فإن ثقل القتال لا يزال في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا حيث يحقق الجيش الروسي مكاسب. ويواصل الجيش الروسي تقدمه باتجاه بلدة بوكروفسك، وهي مركز لوجستي مهم، ويبلغ عدد سكانها 53 ألف نسمة، طلبت منهم السلطات، يوم الجمعة، المغادرة بشكل عاجل بعد أن أصبح الجنود الروس على بعد حوالي عشرة كيلومترات منها. وفي كوستيانتينيفكا، وهي بلدة رئيسية أخرى في هذه المنطقة، قُتل، السبت، خمسة أشخاص وأصيب خمسة آخرون في غارة روسية استهدفت مناطق سكنية، حسب النيابة الأوكرانية. إلى ذلك، أعلنت كييف أنها نفذت، السبت، هجوما على مستودع ذخيرة بمنطقة فورونيج غرب روسيا. وذكرت وحدة الاستخبارات الأوكرانية "في 24 غشت نجحت عناصر الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية في ضرب مستودع ذخيرة يقع بالقرب من أوستروجوسك بمنطقة فورونيج بروسيا". وأكدت السلطات الأوكرانية أن هجومها غير المسبوق في روسيا كان يهدف إلى إنشاء "منطقة عازلة" لحماية نفسها من القصف، وإرغام موسكو على الدخول في مفاوضات "عادلة"، ودفع الجيش الروسي إلى نقل قواته من أجزاء أخرى من الجبهة. ومنذ بدء الهجوم الأوكراني على روسيا، فر أكثر من 130 ألف شخص من القتال والتفجيرات، حسب السلطات في منطقة كورسك. وذكرت وكالة "تاس" للأنباء أن 31 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 143 آخرون بجروح.