شهدت مدينة تنغير، الواقعة في جنوب شرق المغرب، أمس الجمعة، ليلة عاصفة، إذ تم تسجيل تساقطات مطرية غزيرة أدت إلى سيول جارفة تسببت في اضطرابات كبيرة وأضرار مادية ملموسة. وكشفت الزيارة الميدانية التي قامت بها هسبريس إلى أحياء سكنية عدة وسط مدينة تنغير، أن مياه الأمطار غمرت شوارع وسط المدينة، مما أدى إلى ارتباك في حركة المرور، كما تأثرت العديد من المنازل والمحلات التجارية بالفيضانات، إذ غمرتها المياه مخلفة خسائر مادية لأصحابها. وفي الشارع الرئيسي لمدينة تنغير، غمرت مياه الأمطار عددا من المحلات التجارية ومحطة سيارات الأجرة من الصنف الأول، وخلفت خسائر في سيارات المواطنين وجرفت بعضها، وذلك نتيجة ضيق أحد الأودية الذي يخترق شارع محمد الخامس. وطالب عدد من سكان المدينة ونشطاء بجمعيات محلية بفتح تحقيق في ما وصفوه ب"الاختلالات التعميرية" التي ساهمت في تفاقم الوضع، موضحين أن "هناك مشاكل في تصريف مياه الأمطار وضعفا في البنية التحتية للمدينة، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل غير مسبوق"، مشيرين إلى وجود بناية شيدت فوق أحد الأودية ساهمت في تضييق مخرج المياه، مما أدى إلى ارتفاع منسوب الوادي وغمره محلات تجارية. ومن أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها، سخرت السلطات المحلية، بتعليمات من عامل الإقليم، جرافات الجماعة الترابية ومجموعات الجماعات، وموارد بشرية، لإزالة الأوحال من وسط الطريق الرئيسية حيث تم تغيير مسار مرور العربات إلى حين الانتهاء من الأشغال. وأكد مصدر مسؤول أن عامل الإقليم، رفقة السلطات المحلية ومصالح خارجية، قام منذ تسجيل التساقطات الأولية ليلة البارحة، بتفقد عدد من المناطق، ووقف بنفسه على فتح الشوارع والأزقة والطرق المقطوعة. وأضاف المصدر ذاته أنه بتعليمات من العامل، جرت تعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستیكیة الضروریة من أجل مواجهة هذه الوضعية الاستثنائیة، والتخفيف من تأثير الفیضانات، والحفاظ على سلامة وممتلكات المواطنین، والتدخل من أجل إعادة انسیابیة حركة السير بالمحاور المقطوعة. يذكر أن التوقعات الجوية تشير إلى احتمال استمرار هطول الأمطار خلال الساعات القادمة، مما يضع السلطات المحلية والمجالس الترابية أمام تحدٍ إضافي في التعامل مع الوضع، فيما تبقى الأنظار متجهة نحو الإجراءات التي ستتخذها السلطات المعنية لمعالجة الأضرار الناجمة عن هذه السيول، وكذلك التدابير المستقبلية لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.