أدانت كل من قطر والسعودية والإمارات، السبت، ب"أشدّ العبارات"، القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة في غزة، وأوقع ما لا يقل عن تسعين قتيلًا، في حين طالبت قطر ب"تحقيق دولي عاجل". وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، إن الدوحة التي تساهم في جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس تجدد مطالبتها ب"تحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين". وأدانت الوزارة ب"أشد العبارات" قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين، ما وصفته بأنه "مجزرة مروعة وجريمة وحشية في حق المدنيين العزل، وتعدٍ سافرٍ على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي"؛ كما دعت المجتمع الدولي إلى "توفير الحماية التامة للنازحين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية إلى إجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية". بدورها، ندّدت المملكة العربية السعودية ب"أشدّ العبارات" باستهداف المدرسة، مطالبةً ب"وقف المجازر الجماعية" في القطاع. وأكدت الخارجية السعودية في بيان على "ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". واستنكرت المملكة "تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات". كما أدانت الإمارات ب"أشد العبارات" قصف المدرسة. وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان "رفض دولة الإمارات القاطع استهداف المدنيين"، مشيرة إلى أن "الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين، وضمان وصول المساعدات". كما شددت الوزارة على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار"، داعيةً المجتمع الدولي إلى "بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع". من جانبها اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، استهداف المدرسة "امتدادًا للمجازر الوحشية وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي... في انتهاك صارخ للقانون الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي". كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل "باحترام واجباتها بموجب القانون الدولي الإنساني وفرض وقف إطلاق النار الفوري والشامل" في القطاع. وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة السبت أنّ ما لا يقل عن 93 شخصا قتلوا جرّاء ضربة إسرائيليّة جديدة على مدرسة التابعين التي لجأ إليها نحو 250 نازحا، خصوصا من النساء والأطفال. والضربة هي من الأكثر حصدا للأرواح منذ بدء الحرب في قطاع غزة. واندلعت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. واحتجز المهاجمون 251 رهينة، مازال 111 منهم في غزة، وتوفي 39 منهم، بحسب الجيش الإسرائيلي. وخلفت الحرب، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس، نحو 40 ألف قتيل في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر، حيث اضطُر جميع السكان تقريبا البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة للنزوح عدة مرات.