نظم مركز الدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، وجمعية الأطر الموريتانيين خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس المغربية بنواكشوط، الأربعاء، ندوة علمية بعنوان "آفاق العلاقات المغربية الموريتانية". ومهّدت تربة بنت عمار، رئيسة الجمعية، للقاء انطلاقا من التعريف بضيف موريتانيا عبد الفتاح البلعمشي ومؤهلاته العلمية، ورحبت بالضيوف والنخب الحاضرة، ثم تحدثت في لمحة تاريخية عن العلاقات الموريتانية المغربية ذات الأبعاد الثقافية والإنسانية والمجالية؛ ثم أحالت الكلمة على الضيف رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات. واستهل البلعمشي كلمته ب"تحديد السياق العام لهذه الندوة التي جاءت في ظرف مهم للبلدين، إذ ينتظر المغاربة هذه الأسبوع الذكرى 25 لعيد العرش المجيد، بينما ينتظر الموريتانيون تنصيب الرئيس محمد ولد محمد أحمد ولد الغزواني الذي انتخب لفترة رئاسية جديدة بعد اقتراع 29 يونيو الماضي". وأضاف المتحدث ذاته أنه "في ظل هذا الاستقرار السياسي والمسار الديمقراطي الذي يعيشه البلدان ضمن تحولات دولية عميقة جاءت هذه الندوة لتسلط الضوء على الآفاق الواعدة للعلاقات بينهما، التي يفرض الواقع والمصلحة العليا تعزيزها وتطويرها وتنميتها في كل الاتجاهات والأبعاد". وذكّر المحاضر ب"دور الفاعلين الأكاديميين والاقتصاديين والفنانين والرياضيين وفعاليات المجتمع السياسي والمدني بالبلدين"، مشيرا إلى أنهم "يتحملون مسؤولية مهمة في الدفع نحو التقارب بين الشعبين، ليس من زاوية تعويض العمل الرسمي لمؤسسات الدولة، ولكن من باب تثمين العلاقات الثقافية والحضارية، واقتراح كل ما من شأنه تعزيز التقارب بين البلدين، في شتى المجالات، عبر دبلوماسية موازية ناعمة مقدامة ومكملة للأدوار الدبلوماسية الرسمية للبلدين". واستعرض البلعمشي "عمق العلاقة بين البلدين"، معتبرا أن "كل واحد منهما يشكل عمقا تاريخيا للآخر"، ومؤكدا على ضرورة "استفادة البلدين من بعضهما، من أجل رسم ملامح المغرب الكبير، إذ يمثلان رمزا للسلم والتنمية والاستقرار في شمال إفريقيا، ويضمنانه في منطقة متوترة". كما أكد عبد الفتاح البلعمشي أن "الجيل الجديد من السياسة الخارجية الذي يسعى إليه المغرب وموريتانيا هو قطيعة مع ممارسات الهيمنة والوصاية في إفريقيا، وخلق جو سياسي واقتصادي يسوده الاحترام المتبادل، لتعزيز قوتهما وموقعها التفاوضي، وحمايتهما من المخاطر التي تحيط بهما، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو السياسي". وأعطيت الكلمة للحضور الذي تشكل أساسا من مسؤولين حكوميين سابقين، ورؤساء منظمات غير حكومية دولية، وإعلاميين وأساتذة جامعيين وأعيان، للتفاعل مع المحاضرة، من خلال كلمات عبرت كلها عن "عمق المحبة والاحترام بين الشعبين الشقيقين وضرورة التصدي لكل من يصطاد في المياه العكرة ضدا على الماضي المشترك والعمق المتبادل والطموح المفترض". كما أكد المتدخلون بمختلف أعمارهم ومشاربهم السياسية والثقافية أن "العلاقات المغربية الموريتانية هي قبل هذا وذاك تعبير صادق عن مشاعر الأخوة التي تجمع شعبين عريقين قادرين على بناء جسور جديدة من التعاون والاعتماد المتبادل".