يبدأ كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الجديد، في أول يوم له في منصبه السبت، العمل على "إعادة بناء بريطانيا" عملا بخطته، بعد أن حقّق حزب العمال فوزا ساحقا في الانتخابات طوى صفحة حكم المحافظين الذي استمر 14 عاما. عقد ستارمر، السبت عند الساعة الحادية عشرة صباحا (11,00 توقيت غرينتش)، أول اجتماع لمجلس الوزراء، بحضور أول وزيرة مال بريطانية ريتشل ريفز ووزير الخارجية الجديد ديفيد لامي. وأمضى ستارمر ساعاته الأولى في داونينغ ستريت، الجمعة، في تعيين فريقه الوزاري، بعد أن حقّق حزب العمال ((يسار الوسط) فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية. وكلّف الملك تشارلز الثالث رسميا، الجمعة، ستارمر تشكيل الحكومة في المملكة المتحدة. وقال ستارمر بعد تكليفه: "سنعيد بناء المملكة المتحدة". وكرر "مهام" الحكومة الخمس الرئيسية في خطابه، وتعهد بإعادة خدمة الصحة العامة "على قدميها"، وضمان "حدود آمنة" وشوارع أكثر أمانا؛ لكن حكومته تواجه تحديات هائلة، بما في ذلك الركود الاقتصادي، والخدمات العامة المتداعية، والأسر التي تعاني من أزمة تكاليف المعيشة المستمرة منذ سنوات. وأكد ستارمر "لا أعدكم بأن المهمة ستكون سهلة. الأمر لا يقتصر على الضغط على زر لتغيير البلاد؛ بل يتطلب عملا شاقا وصبورا وحازما". "نتيجة "تاريخية" وهنأ زعماء العالم ستارمر، الجمعة، بعد الفوز الساحق. وتحدث ستارمر هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، و"ناقشا التزامهما المشترك بالعلاقة الخاصة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وطموحاتهما المتوافقة لتحقيق نمو اقتصادي أكبر"، حسب لندن. وتحدث أيضا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لايين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. بينما تجاهل دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض، فوز ستارمر، وقام بدلا من ذلك بتهنئة نايجل فاراج. وسيدخل حزب "إصلاح بريطانيا"، المناهض للمهاجرين، البرلمان مع أربعة مقاعد. وسيصبح زعيمه نايجل فاراج نائبا للمرة الأولى بعد ثماني محاولات. حصد حزب العمّال 412 مقعدا، أي أكثر من المقاعد ال326 الضرورية للحصول على الغالبية المطلقة في مجلس العموم والتمكن من تشكيل حكومة بمفرده. والعدد أقل بقليل من النتيجة التاريخية التي سجلها توني بلير العام 1997 بحصول الحزب يومها على 418 مقعدا. أما حزب المحافظين بزعامة سوناك فسجّل أسوأ نتيجة له على الاطلاق منذ مطلع القرن العشرين مع انتخاب 121 نائبا في مقابل 365 قبل خمس سنوات عندما كان الحزب بزعامة بوريس جونسون. وقد خسر عدد كبير من قياديي الحزب المحافظ مقاعدهم النيابية؛ على غرار وزير الدفاع غرانت شابس، ووزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردانت التي كانت مرشحة لتولي زعامة الحزب مستقبلا. كذلك، خسرت رئيسة الوزراء المحافظة السابقة ليز تراس مقعدها. "تحديات" في البرلمان الجديد، سيشكل الليبراليون الديمقراطيون القوة الثالثة، مع حصولهم على أكثر من 70 مقعدا. في إسكتلندا، أصيب الحزب الوطني الإسكتلندي الاستقلالي بانتكاسة كبيرة، ولم يفز سوى بتسع دوائر من أصل 57. وفاز حزب الخضر بأربعة مقاعد، مقارنة بمقعد واحد في الاستحقاق الماضي. وتم أيضا انتخاب ستة نواب مستقلين، وهو أمر غير مسبوق، وألحق أربعة منهم الهزيمة بمرشحي حزب العمال في مناطق تقطنها أعداد كبيرة من المسلمين وتركزت الحملات الانتخابية حول الحرب بين إسرائيل وحماس. وحصل حزب العمال على نحو 34 في المائة من الأصوات، في تراجع عن 2019، والأدنى على الإطلاق في الحصول على غالبية. وفي الوقت ذاته، بلغت نسبة المشاركة أقل بقليل من 60 في المائة، وهي الأدنى منذ عام 2001؛ ما يشير إلى لامبالاة على نطاق واسع. وسجل كريس هوبكنز، مدير الأبحاث السياسية في مؤسسة سافانتا لاستطلاعات الرأي، أنه "على الرغم من أن هذا لا ينبغي أن يطغى على فوز حزب العمال اليوم، فإنه قد يشير إلى بعض التحديات التي قد يواجهها حزب العمال". وأوضح: "ببساطة، من المحتمل ألا يتمكنوا من إعادة أكثر من 400 نائب (في) الانتخابات المقبلة بأقل من 40 في المائة من الأصوات".