حذرت السلطات السعودية، الاثنين، من ارتفاع درجات الحرارة في مكةالمكرمة مع اختتام الحجاج مناسك الموسم الحالي في ظلّ طقس حارّ أدى إلى تسجيل عدد من حالات الوفاة. وبحسب المركز الوطني للأرصاد، فإن درجة الحرارة بلغت، الاثنين عند الساعة الواحدة ظهراً، في الظلّ، 51,8 درجة مئوية في المسجد الحرام حيث كان حجّاج يطوفون حول الكعبة. أما في منى المجاورة، فقد وصلت الحرارة إلى 46 درجة مئوية في حين كان حجّاج يرمون الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق. وقالت وزارة الصحة السعودية لقناة "الإخبارية" الرسمية إن "المشاعر المقدسة تسجل اليوم أعلى درجات الحرارة منذ بدء الحج بدرجة قد تصل إلى 49 درجة مئوية، ونوصي ضيوف الرحمن بعدم التعرض للشمس". وحذّرت وزارة الصحة، في منشور على منصّة "إكس"، من التعرّض لأشعّة الشمس بين الساعة 11 صباحًا والرابعة عصرًا، ناصحةً الحجّاج ب"تجنّب الإجهاد الحراري عبر حمل المظلة والإكثار من شرب الماء". وأعلن الأردن، الأحد، وفاة 14 حاجًا أردنيًا وفقدان 17 آخرين "جراء موجة الحر الشديدة". من جانبها، أعلنت إيران وفاة خمسة حجاج، لكنها لم تحدد السبب، بينما قالت السنغال إن ثلاثة من مواطنيها قضوا خلال الحجّ، والمغرب أعلن عن وفاة 5 حجاج. وكانت وزارة الصحة السعودية قد أعلنت، الأحد، تسجيل "2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة والتعرض للشمس، وعدم الالتزام بالإرشادات". وأكدت الوزارة، في بيان، أن "الوقاية هي الأهم، والتزام الحجاج بعدم الخروج وقت الذروة إلا عند الضرورة، أو استخدام المظلة، كان سيقلل حالات الإصابة بالإجهاد الحراري". وأضافت: "إرشاداتنا الصحية للأيام القادمة واضحة وسهلة، وهي: حمل المظلة، شرب الماء بانتظام، عدم التعرض للشمس". "يوم صعب" ويتأثر موسم الحج، وهو من أكبر التجمعات الدينية في العالم، بشكل متزايد بالتغير المناخي، بحسب دراسة سعودية أفادت بأن الحرارة في المنطقة ترتفع ب 0,4 درجة مئوية في كل عقد. وفي منى، الاثنين، كان حجاج كثر يفرغون عبوات مياه على رؤوسهم في حين كانت السلطات توزّع مشروبات باردة ومثلّجات بنكهة الشوكولا تذوب في غضون ثوانٍ. وروت المصرية عزّة حميد ابراهيم (61 عامًا) لوكالة فرانس برس أنها رأت أشخاصًا هامدين على قارعة الطريق أثناء سيرها من وإلى مكان رمي الجمرات. وقالت المرأة وهي تجلس في الظلّ: "كان اليوم صعبًا بسبب الحرارة إلى درجة أن كثرا من الناس ماتوا وسيارات الإسعاف منشغلة للغاية". وأضافت: "كنتُ أعتقد أننا على وشك الموت لأنني لم أكن قادرة على مواصلة (السير) لأصل إلى (مكان رمي) الجمرات. يداي ترتجفان وأشعر بأن جسمي متلاش". من جانبها، قالت الباكستانية أرزو فرهاج إنها واجهت صعوبة للحصول على مساعدة لامرأة كانت مستلقية على جانب الطريق. وأوضحت أن المرأة بدت وكأنها وحدها "والناس كانوا يمرّون من جانبها"، مضيفةً أنها لم تكن قادرة على مناشدة عناصر الأمن كي يتصلوا بالإسعاف. وكما في العام 2023، أدى أكثر من 1,8 مليون حاج المناسك هذا العام، بينهم 1,6 مليونا من خارج المملكة، بحسب السلطات السعودية. وأكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأحد، أن السلطات السعودية ستواصل "تقديم كل ما من شأنه أن يخدم قاصدي الحرمين الشريفين ويعينهم على تأدية عباداتهم بأمن وطمأنينة". وأشارت وزارة الصحة إلى أنها تتابع "الحالات المصابة بالإجهاد الحراري عن قرب، وموجودون دائمًا بجانب الحاج حتى يُتم رحلة الحج بكل صحة وعافية".