احتشد أكثر من 600 هندوسي، أمس السبت، في "كهوف باتو" بمدينة كوالالمبور الماليزية، من أجل الصلاة وترديد بعض الأغاني الخاصة بهم، ردا على إقدام صانع محتوى مغربي على نشر مقطع فيديو في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق لحظة قراءته لآية قرآنية أمام تمثال إله هندوسي في هذه الكهوف التي تعد من أقدس المزارات الهندوسية في العالم، حسب ما كشفت عنه وسائل إعلام أجنبية. ووفق المصادر عينها، فإن تنظيم هذا الحدث يأتي للرد بشكل سلمي على أحد مشاهير الإنترنيت الذين يهينون المعتقدات الهندوسية، حيث نقلت عن أحد ممثلي المنظمات الهندوسية التي نظمت الحدث قوله إن "تنظيم هذا التجمع يهدف إلى إرسال رسالة مفادها أن القيام بالصلوات والأنشطة الدينية يمكن أن يتم دون إثارة الجدل.. هذا الحدث هو أيضا رسالة إلى بعض السياح لكي يعرفوا أن كهوف باتو ليست في الواقع منطقة جذب سياحي فقط؛ ولكن هي مزار هندوسي". وأشارت وسائل الإعلام ذاتها إلى مشاركة أشخاص من مختلف مناطق ماليزيا في هذا التجمع الهندوسي، إضافة إلى أشخاص آخرين من سنغافورة، لافتة إلى وقوع حادثين آخرين لتلاوة القرآن في المعابد الهندوسية إضافة إلى الحادث الذي كان مسؤولا عنه مؤثر مغربي، موضحة أن المادة الحادية عشرة من الدستور الماليزي تنص على ضرورة احترام الأماكن الدينية. وكان صانع المحتوى المغربي، الذي يدعى "ع.ع"، قد أثار الكثير من الجدل في ماليزيا منذ أيام، إثر إقدامه على قراءة آية قرآنية أمام تمثال إله مقدس لدى الهندوس في هذا البلد؛ وهو ما جلب مطالب حقوقية بتوقيفه ومحاسبته ومنعه من الدخول إلى التراب الماليزي في المستقبل. واضطر صانع المحتوى المغربي إلى الخروج بمقطع فيديو يعتذر فيه عما بدر منها، مؤكدا أنه "لم يكن يعلم أن كهوف باتو هي موقع ديني"؛ وهو العذر الذي لم يستصغه ساشي كومار، رئيس الاتحاد الفيدرالي العالمي لحقوق الإنسان (GHRF) في ماليزيا، الذي صرح بأن "اعتذار المؤثر المغربي غير مقبول، حيث لم يظهر أي احترام لقوانين ماليزيا وشعبها متعدد الأعراق"، داعيا سلطات بلاده إلى منع دخول صناع المحتوى الذين يتطرقون إلى القضايا الدينية والعرقية إلى البلاد. وضع حقوقيون شكايات لدى الشرطة الماليزية ضد صانع المحتوى المغربي؛ فيما أكد تانغا غانيسام، رئيس منظمة "ماليزيا هندو سانجام" الهندوسية، من جهته، أن "المعني بالأمر تعمد تلاوة آيات قرآنية معينة مرتبطة بعبادة الأصنام أمام تمثال اللورد موروجا في كهوف باتو".