قضت عشر عاملات في مزرعة، بينهن تسع قاصرات، الثلاثاء، في شمال غرب القاهرة إثر سقوط حافلة ركاب كن بداخلها وكانت تقلّها عبّارة في نهر النيل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة المصرية. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، حسام عبد الغفار، في تصريح لوكالة فرانس برس، إن "عدد الوفيات وصل إلى عشر، وربما يزيد". وأفادت صحيفة "الأهرام" الحكومية بأنه أثناء انتظار الحافلة على العبارة نشبت "مشادة كلامية" بين سائق الحافلة وشخص آخر، ما دفعه إلى ترك السيارة "بدون التأكد من (شد) الفرامل لتسقط في المياه". وحاول السائق الفرار لكن السلطات أوقفته. ويبلغ عمر إحدى الضحايا 40 عاماً، أما الباقيات فهن في عمر 16 عاماً وأصغر، وفق قائمة نشرتها "الأهرام". وكن جميعهن يعملن في "شركة لتصدير الفاكهة والخضروات". وغرقت الحافلة في النيل في منطقة أبو غالب التي تقع على بعد نحو 50 كلم شمال غرب القاهرة. واستخدم سكان قوارب خشبية صغيرة لمؤازرة فرق البحث والإنقاذ، في حين كان أقارب الضحايا ينتظرون بقلق على ضفاف النهر. وفي نهاية المطاف، تمكّنت رافعة من انتشال الحافلة من المياه بعدما غطس عناصر إنقاذ وسكان لانتشال الضحايا عبر نوافذ الحافلة الغارقة. وجاء في بيان لوزارة الصحة أنه "في حصيلة أولية، تم التعامل مع 9 مصابين، نقل 3 منهم إلى مستشفى الشيخ زايد المركزي ومستشفى وردان المركزي، وأسعف 6 في موقع الحادث، كما تم نقل 6 وفيات، وما تزال أعمال الإنقاذ الطبي جارية وجاري المتابعة". وأفادت صحيفة الأهرام بأن عملية "جارية" مساء للبحث عن خمس مفقودات. فحص الحافلة أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، أنه "سيتم صرف المساعدات المقررة لأسر المتوفين والمصابين حسب درجة الإعاقة والإصابة نتيجة الحادث". وقررت النيابة العامة، بحسب الصحيفة الحكومية، "انتداب لجنة هندسية لفحص السيارة ومعرفة كافة الأسباب" التي تسببت في وقوع الحادث. وفي مصر عادة ما تكون العبّارات المستخدمة لنقل المواطنين في النيل صغيرة، لكن مشغليها يحملونها أكثر من طاقتها لمضاعفة الأرباح. وكثير من العبارات قديمة ومتهالكة ولا تتوافر فيها معايير السلامة. في فبراير، لقي أربعة أشخاص مصرعهم في غرق عبّارة كانت تقل عددا من الركاب في النيل بمحافظة الجيزة غرب العاصمة. العبارة الغارقة، وفق "الأهرام"، هي "مركب صغير كان يقل 13 عاملا بشركة للمقاولات"، وقد تعرضت للغرق "نتيجة الحمولة الزائدة". وفق الأرقام الرسمية هناك 1,3 مليون طفل على الأقل منخرطون على نحو ما في عمالة الأطفال في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. ومعظم هؤلاء يؤدون أعمالا غير مدفوعة الأجر في مزارع أسرية، وفقا لمنظمة العمل الدولية. ومع ذلك، يتم إرسال الأطفال في كثير من الأحيان للعمل في مزارع كبيرة تنشط في التصدير، وفقا لعالم الاجتماع الريفي صقر النور، المتعمّق في دراسة ظروف العمل الزراعي على نطاق واسع. وقال لوكالة فرانس برس: "هذه الحوادث تحدث مرارا وتكرارا لأن الفتيات مكدّسات، وفق تعبيرهن، مثل السردين في هذه الحافلات الصغيرة" للذهاب والعمل في "ظروف رهيبة".