اختتمت، مساء الجمعة بفضاء "ميغاراما" الرباط، النسخة الثانية من فعاليات "ليالي الفيلم السعودي"، التي نظمتها هيئة الأفلام السعودية من 23 إلى 26 أبريل الجاري، بمدينتي الرباط والدار البيضاء، وشهدت عرض مجموعة مختارة من الأفلام السعودية الطويلة والقصيرة. وعرف اليوم الختامي لهذه التظاهرة السينمائية، الذي تميز على الخصوص بحضور كل من سامي بن عبد الله الصالح، سفير المملكة العربية السعودية بالمغرب، وعبد العزيز البوزدايني، مدير المركز السينمائي المغربي، عرض الفيلم السعودي الطويل "هجّان"، من إخراج أبو بكر شوقي وإنتاج فراس المشرع. ويحكي الفيلم (117 دقيقة) قصة الطفل "مطر" وناقته "حفيرة"، اللذين يعيشان في صحراء السعودية الشاسعة، ويدفعه حادث وفاة أخيه "غانم" في أحد سباقات الهجن (الإبل) إلى التوجه إلى ممارسة هذه الرياضة؛ غير أنه كان عليه مواجهة كل من يدعونه إلى التخلي عن ممارسة هذا النوع من السباقات لصغر سنه، كما كان عليه بذل مجهود كبير من أجل الاحتفاظ بالناقة "حفيرة"، وإنقاذها من "السماسرة" الذين يرغبون في شرائها. وقد سبق لهذا الفيلم، الذي يسلط الضوء على العلاقة الوطيدة للسعوديين بسباقات الإبل، أن حاز على جائزة "أفضل فيلم طويل"، وجائزة "أفضل تصوير"، وجائزة "أفضل ممثل" خلال الدورة الرابعة من المهرجان السينمائي الخليجي في الرياض سنة 2024. وقد حضر العرض كل من الممثلة السعودية شيماء الطيب، وفراس المشرع، منتج الفيلم، اللذين تبادلا مع الجمهور، خلال جلسة نقاش مفتوحة بعد العرض ، الحديث بخصوص انطباعاتهما حول المشاركة في هذه الدورة من "ليالي الفيلم السعودي"، والاهتمام التي يوليه عشاق السينما المغاربة للصناعة السينمائية السعودية. وفي تصريح صحافي أعرب فراس المشرع، منتج فيلم "هجّان"، عن سعادته الكبيرة بعرض عمله السينمائي في النسخة الثانية من فعاليات "ليالي الفيلم السعودي" لعشاق السينما في المغرب، مبرزا أن التظاهرة تسعى بالأساس إلى تبادل الثقافات. وأضاف المشرع أن الهدف من "ليالي الفيلم السعودي" هو التعريف بالصناعة السينمائية السعودية خارج البلاد، مبرزا أنها مناسبة أيضا من أجل مشاركة هذه الأعمال السينمائية مع الجمهور المغربي وتقاسم مواضيع وقضايا تستأثر باهتمام المجتمع السعودي معه. وعن الصناعة السينمائية السعودية، أبرز المشرع أن "السينما السعودية تعيش حاليا طفرة نوعية من خلال ارتفاع عدد الإنتاجات، من أفلام كوميدية ودرامية وغيرها"، مشيدا بالدعم الكبير التي تحظى به الصناعة السينمائية السعودية؛ "ما يسمح لنا بمشاهدة الأفلام السعودية داخل وخارج المملكة من خلال مثل هذه التظاهرات". وكانت "ليالي الفيلم السعودي" مناسبة للتلاقي بين السينمائيين والأكاديميين والطلاب والنقاد، في جو ودي يتيح للجمهور اكتشاف العروض الأولية للسينما السعودية، والتي تنافست في العديد من المهرجانات الإقليمية والدولية، إلى جانب عقد لقاءات وجلسات نقاش مفتوحة على شكل "أسئلة وأجوبة" مع فرق الأفلام المعروضة. وأكد عبد الله بن ناصر القحطاني، المدير العام لهيئة الأفلام السعودية، في بلاغ صحافي، أن "فعاليات ليالي الفيلم السعودي تعكس التزامنا بتعزيز الثقافة السينمائية في المملكة السعودية، كما تسلط الضوء على الإمكانات الواعدة للأفلام السعودية في جذب الجماهير العالمية"، مبرزا أن التظاهرة تسعى هذه السنة إلى "توسيع دائرة تأثير الحدث السينمائي، من خلال تقديمه في دول أخرى حول العالم، بهدف دعم المواهب المحلية وزيادة مكانة الإنتاج السينمائي السعودي على الصعيد الدولي". تجدر الإشارة إلى أن تنظيم النسخة الثانية من "ليالي الفيلم السعودي" يأتي بعد النسخة الأولى المنظمة السنة الماضية في فرنسا، حيث تم عرض 5 أفلام سعودية في 4 مدن فرنسية مختلفة. وتسعى هيئة الأفلام السعودية من خلال هذه التظاهرة إلى تسليط الضوء على الإنتاج السينمائي المتنوع في المملكة ودعم صناع الأفلام السعوديين الشباب، وتمكينهم من الوصول إلى جمهور دولي متنوع وإقامة علاقات متينة في ساحة السينما العالمية لتبادل الخبرات والمعارف.