أطلقت وزارة التجهيز والماء حملة جديدة لتحسيس المغاربة حول ترشيد استغلال الماء الصالح للشرب، وذلك من خلال "كبسولات" إعلانية عبر قناة الوزارة على موقع "يوتيوب"، تقدم مجموعة من النصائح حول عقلنة استغلال الماء، وصورا من أوجه الهدر المائي، وتحذيرات بشأن تأثير الاستهلاك المفرط على أوجه الحياة اليومية للمواطنين. ووجهت الوزارة الوصية، الملتزمة بمكافحة الإجهاد المائي، رسائل إلى المواطنين بشأن بعض الممارسات التي تتسبب في هدر الماء الصالح للشرب، حيث حثتهم على إغلاق الصنابير عند غسل الأواني المنزلية، باعتبار أن هذه الممارسة السلبية تؤدي إلى ضياع ما حجمه ثلاثة أشهر من استهلاك أسرة واحدة فقط، إضافة إلى وجوب إصلاح الصنابير التالفة، باعتبارها مسؤولة عن هدر ما حجمه خمسة أشهر من استهلاك أسرة أيضا. وتراهن مصالح الوزارة على الحملة الإعلانية الجديدة من أجل زيادة الوعي حول مخاطر الهدر على الموارد المائية الوطنية، خصوصا الماء الصالح للشرب، باعتبار خصوصية الظرفية المناخية الراهنة، التي اتسمت بقلة التساقطات المطرية وتراجع مخزونات السدود وجفاف الآبار ومساحات مهمة من المياه الجوفية، ما تسبب في اضطرابات بالتزود بهذه المادة الحيوية في مجموعة من مناطق المملكة خلال الفترة الماضية. وتأتي هذه الحملة الإعلانية التواصلية مع المواطنين في سياق التزام وزارة التجهيز والماء بالتوجيهات الملكية الصادرة خلال جلسة العمل التي ترأسها الملك محمد السادس حول إشكالية الماء في يناير الماضي، حيث دعا الملك الحكومة إلى اعتماد تواصل شفاف ومنتظم تجاه المواطنين حول تطورات الوضعية المائية والتدابير الاستعجالية التي سيتم تفعيلها، مع تعزيز توعية العموم بأهمية الاقتصاد في استهلاك الماء ومحاربة جميع أشكال تبذير هذه المادة الحيوية واستخداماتها غير المسؤولة. وتركز الوزارة على تحسيس وتوعية المواطنين من أجل تبني حلول وممارسات يومية بسيطة لترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب، وتجنب مظاهر هدر وتبذير هذه المادة الحيوية، وذلك من خلال استخدام "مهويات" للصنابير (mousseurs robinet)، التي لا تكلف سوى دراهم قليلة وتساعد على اقتصاد 50 في المائة من استهلاك الصنابير، فيما يتيح غسل الأواني في وعاء توفير 80 في المائة من الماء، مع التأكد المستمر من غياب أي تسرب على مستوى التزود المنزلي. وتستهدف جهود التوعية عبر مختلف القنوات التواصلية، مكافحة هدر المياه في الحياة اليومية، وزيادة الوعي بحجم التكاليف المترتبة على الأسر جراء الاستهلاك غير المعقلن للماء، ذلك أن تسربا بسيطا في صنبور المرحاض يمكن أن يستهلك ما يصل إلى 220 ألف لتر من المياه الصالحة للشرب في السنة، فيما يستهلك غسل سيارة بشكل أسبوعي بكمية كبيرة من الماء حتى 260 ألف لتر من المياه سنويا، ما يؤدي إلى تكلفة تزيد عن 2300 درهم في الفاتورة السنوية للماء. يشار إلى أن تعميم المعلومات والتربية وتوعية العموم تلعب دورا كبيرا في جعل الماء موردا مشتركا فعليا ومتاحا للجميع، بحيث يصبح توفير الماء فعلا مواطنا ومظهر تضامن وطني.