أدّى استمرار الجفاف وتأخر التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي الحالي إلى ضياع 20 في المائة من الزراعات الخريفية والشتوية، في الوقت الذي يُتوقع أن تُمكّن التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها المملكة من تحسين إنتاج الزراعات الربيعية. وبلغت المساحة الإجمالية للزراعات الخريفية والشتوية، وخاصة الحبوب الخريفية، حوالي 2.5 ملايين هكتار، مقارنة مع 4 ملايين هكتار في السنوات العادية، وانخفاضٍ بنسبة 31 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وأفاد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بأن الأمطار الأخيرة من شأنها تحسين وضعية الحبوب في المناطق التي كانت فيها تساقطات مطرية، خاصة أقاليم فاس سايس واللوكوس والغرب. وأشار صديقي إلى أن المساحة التي ضاعت من 2.5 ملايين هكتار المزروعة تقدر ب20 في المائة؛ في حين أن باقي المساحة فيه ما هو جيد ومتوسط، ومساحات أخرى قد لا يكون فيها إنتاج. وحسب المعطيات التي قدمها المسؤول الحكومي ذاته، في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، مساء اليوم الثلاثاء، فقد بلغت مساحة الزراعات العلفية خلال الموسم الفلاحي الحالي 470 ألف هكتار، والقطاني الغذائية 109 آلاف هكتار، والزراعات السُّكرية 22 ألف هكتار، بناقص 42 في المائة عن البرنامج المتوقع بسبب عدم وجود إمكانية السقي في منطقة دكالة وفي تادلة. وأوضح الوزير الوصي على قطاع الفلاحة أن مساحة الخضروات الخريفية والشتوية بلغتْ 90 ألف هكتار، ما يمثل حوالي 90 في المائة من البرنامج المسطّر، مشيرا إلى أن المساحة المزروعة ستمكّن من تلبية حاجيات السوق الوطنية من الخضروات إلى غاية شهر يونيو المقبل. وبخصوص الزراعات الربيعية (الحمص، والذرة، ونوار الشمس، والخضروات الربيعية، أفاد الوزير بأنها بلغت 112 ألف هكتار؛ ما يمثل 70 في المائة من البرنامج المسطر، لافتا إلى أن إنتاج هذه الخضروات سيمكن من تلبية الحاجيات الوطنية خلال فصل الصيف. وأورد المسؤول الحكومي ذاته أن مقاييس بلغت، خلال فبراير ومارس الماضيين، 43 و93 ملمترا في الشمال والأطلس، مبرزا أن التساقطات المسجّلة "سيكون لها انعكاس جد إيجابي على القطاع الفلاحي، حيث سيكون هناك تحسنُ الحالة النباتية للزراعات الخريفية لا سيما الحبوب والخضر، وتحسين الغطاء النباتي". وبلغ معدل التساقطات المطرية المسجلة إلى حد الآن 224 ملتمرا، بناقص27 ملتمرا مقارنة مع سنة عادية، وأحسن ب9 في المائة مقارنة مع السنة الماضية؛ في حين بلغت نسبة ملء السدود التي تستعمل في السقي الفلاحي 31 في المائة مقارنة ب32 في المائة السنة الفارطة، حيث بلغ إجمالي حقينتها 4.3 مليارات متر مكعب.