أشادت منظمة التحرير الفلسطينية بالمبادرة الإنسانية التي أطلقتها الرباط بتوجيه من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، والتي تهم توجيه مساعدات إغاثية عاجلة تتكون من 40 طنا من المواد الغذائية لفائدة سكان غزة، عن طريق البر من خلال معبر كرم أبو سالم الحدودي، ليُعد بذلك المغرب أول دولة تستعمل هذا الطريق البري لإدخال المساعدات مُنذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي. كما أصدر العاهل المغربي تعليماته لوكالة بيت المقدس بتقديم مساعدات غذائية لفائدة السكان المقدسيين ستستفيد منها أزيد من 2000 أسرة مقدسية، فيما اعتبرته منظمة التحرير تكريسا لاستمرار الالتزام المغرب بنصرة فلسطين، داعية في الوقت ذاته إلى تكثيف الجهود الإغاثية والضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان إضافة إلى تشييد مستشفيات ميدانية وإيفاد أطقم طبية إلى قطاع غزة. في هذا الصدد، قال أنيس سويدان، مدير دائرة العلاقات الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "الفلسطينيين يقدرون كثيرا جهود جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي لنصرتهم ودعمهم خلال هذا الشهر المبارك"، مضيفا أن "هذه المبادرة الإنسانية المغربية، التي تأتي من في هذا التوقيت بالضبط حيث الناس في غزة أو القدس في أمس الحاجة إلى الغذاء، هي خطوة عظيمة وتعبير عن استمرار الالتزام المغربي تجاه فلسطين". وتفاعلا مع سؤال حول أهمية إدخال المساعدات عبر الطرق البرية، أوضح المتحدث ذاته أن "إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة المحاصر عبر الطرق البرية أمر في غاية الأهمية، خاصة أن الإنزالات الجوية لهذه المساعدات غير فعالة ولا تضمن وصولها إلى السكان كما حصلت مشاكل كبيرة أثناء عمليات الإنزال"، مشددا على أن "الخطوة التي أقدم عليها المغرب على المستوى متقدمة جدا. ولذلك، فعلى الدول الصديقة لفلسطين أن تضغط على إسرائيل من أجل السماح بدخول الأغذية إلى غزة برا، خاصة إلى شمال ووسط حيث الحاجة الماسة إلى هذه المساعدات". ولفت مدير دائرة العلاقات الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية إلى أن "المطلوب اليوم من المغرب أو من باقي الدول العربية والإسلامية هو مضاعفة الجهود الدبلوماسية للضغط على إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية من أجل وقف هذا العدوان والحصار الإسرائيلي على شعبنا خاصة خلال هذا الشهر، وكذلك العمل على مضاعفة الجهود الإغاثية وإرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة الذين يعانون الجوع ونقص الأدوية والمياه ويصومون على صيامهم". وحول مفاوضات "هدنة رمضان" التي تقودها بعض الدول، أشار المسؤول الفلسطيني ذاته إلى أن "هناك جهودا تقودها بعض الدول العربية لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار؛ ولكن هذه الجهود تصطدم بتعنت الحكومة الإسرائيلية التي ترفض كل الحلول التي تقدمها الدول الوسيطة"، مشددا على أن "الجميع مُطالب بالتحرك في هذا الاتجاه لإرغام إسرائيل على الالتزام بهدنة إنسانية خلال هذا الشهر". وخلص إلى ضرورة "تدشين مستشفيات ميدانية في غزة، على غرار المستشفى الذي كان دشنه المغرب في قطاع غزة سنة 2018.. ونحن نرجو أن يكون هناك المزيد من المستشفيات الميدانية والأطقم الطبية في القطاع لخدمة المواطنين الذين هم في أمس الحاجة إلى الرعاية الصحية والعلاج الطبية، خاصة في ظل استهداف الاحتلال للمراكز الطبية الحيوية في غزة وخروج أغلبها عن الخدمة".