أشادت منظمة التحرير الفلسطينية بالتزام المغرب، قيادة وشعبا، بنصرة القضية الفلسطينية ودعم مطالب الشعب الفلسطيني، وبالمسيرات التضامنية التي شهدتها عدد من مدن المملكة تنديدا بالعملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة ودعما للمقاومة الفلسطينية، داعية المملكة المغربية إلى ممارسة مزيد من الضغوط من أجل تأمين ممرات إنسانية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومنع تهجير الفلسطينيين من أرضهم. في هذا الصدد، قال أنيس سويدان، المدير العام لدائرة العلاقات الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام للجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، إن "حب الشعب الفلسطيني وحب أرض فلسطين متوارث في جينات الشعب المغربي؛ ذلك أن المواطنين المغاربة يورثون أبناءهم هذا الحب الذي ما فتئوا يعبرون عنه في كل المناسبات". وأضاف سويدان أنه "ليس مستغربا أن يخرج الآلاف من المغاربة في عديد مدن المملكة تعبيرا عن وقوفهم إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين في هذه المحنة التي يمرون منها، وعن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ضد ما يتعرض له من ممارسات على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "أي موقف أو تظاهرة أو بيان نصرة للقضية الفلسطينية في هذا التوقيت بالضبط، يرفع بالتأكيد من معنويات الشعب الفلسطيني". ولفت المتحدث عينه، في تصريح خص به جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن "مثل هذه التظاهرات والوقفات التضامنية تذكر دولة الاحتلال بأن أفعالها وممارستها منزوعة المشروعية، وبالتالي فنحن نتمنى أن تستمر هذه المواقف الشعبية من الدول الصديقة والشقيقة، خاصة من المملكة المغربية". وتعليقا على المواقف والتحركات الدبلوماسية المغربية في هذا الصدد، سجل المسؤول الفلسطيني عينه أن "موقف المغرب ثابت حيال قضية الشعب الفلسطيني، كما أن هذا الموقف ليس جديدا على القيادة والشعب المغربيين، على اعتبار ترؤس جلالة الملك محمد السادس لجنة القدس"، داعيا في الوقت ذاته السلطات المغربية إلى "ممارسة ضغط أكبر في الوقت الحالي لمعالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة وفتح ممرات إنسانية من أجل إيصال المساعدات إلى القطاع ووقف المحاولات الإسرائيلية لتهجير الغزاويين إلى مصر أو دول أخرى". وشدد المتحدث على أن "ما يقع الآن في الأراضي الفلسطينية هو تطهير عرقي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة"، مسجلا أن "نجاح إسرائيل في تهجير وتطهير الفلسطينيين من قطاع غزة سيتبعه حتما أمر مماثل في الضفة الغربية"، موضحا أن "الفلسطينيين صاروا أكثر عددا من اليهود في فلسطين التاريخية. ولذلك، فإن الاحتلال يحاول كمرحلة أولى طرد المواطنين الفلسطينيين قدر المستطاع في اتجاه دول أخرى لضمان تفوق مواطنيه، على اعتبار أن إسرائيل دولة يهودية كما تدعي"، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني لن يقبل ترك أرضه التي يتمسك بها ولن يسمح بذلك أبدا". وتفاعلا مع سؤال حول مستقبل المصالحة الفلسطينية وإن كان هذا هو الوقت المناسب ليتجاوز الفرقاء الفلسطينيون خلافاتهم من أجل تقوية الصف الداخلي وتقوية موقفهم التفاوضي للدفع باتجاه الحل السياسي على أساس حل الدولتين، قال سويدان إن "الشعب الفلسطيني الآن موحد تماما بكل فصائله للدفاع عن أرض فلسطين ومنع تهجير الفلسطينيين من أرضهم التاريخية. وبالتالي، فإن كل الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة فتح وحركة حماس والجهاد الإسلامي والفصائل المقاومة على أرض المعركة، متفقة على هذه النقاط، وهناك وحدة وطنية شاملة في هذا الإطار". وشدد المتحدث على أن "الظروف التي يمر منها الشعب الفلسطيني تشكل فرصة تاريخية للفلسطينيين وللعالم الحر الذي يؤمن بالحرية لإحياء مسيرة السلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران من عام 1967 إلى جانب دولة إسرائيل"، لافتا إلى أنه "إذا تحقق ذلك، فإنه سيكون بلا شك بمثابة نهاية للصراع في الشرق الأوسط". تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد أكد، أمس الأحد، أن "أفعال وسياسات حركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني"، مشددا على أن "سياسات وبرامج وقرارات منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني بصفتها ممثله الشرعي والوحيد"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، قبل أن تقوم الوكالة عينها، اليوم الاثنين، بتعديل مضمون تصريحات الرئيس الفلسطيني التي أدلى بها عقب مباحثات هاتفية أجراها مع نظيره الفنزويلي.