أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء بالقاهرة، أن التزام المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بدعم القضية الفلسطينية، ثابت وملموس ولا يخضع للمزايدات والشعارات. وأبرز بوريطة، في كلمة خلال افتتاح أعمال الدورة 161 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، أن "المملكة المغربية، بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تؤكد على الحاجة الملحة إلى وقف عاجل وشامل ودائم لإطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بدون عوائق أو تقييدات، ورفض محاولات التهجير القسري للمدنيين واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وفي إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ذكر الوزير ذاته أن "المغرب بادر بتعليمات ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، إلى إرسال كميات مهمة من المساعدات الإنسانية العاجلة شملت مستلزمات غذائية وطبية، وأخرى تولت وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، تسليمها للمؤسسات الاستشفائية والاجتماعية الرئيسية المعنية بحالات الطوارئ الصحية والاجتماعية الناجمة عن تطورات الأوضاع في قطاع غزة". وأشار المسؤول الحكومي ذاته إلى أنه بالموازاة مع هذا التحرك الإنساني ظل مجلس الجامعة على مستوى المندوبين في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في قطاع غزة؛ كما ذكر بأن المملكة المغربية "دعت، بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وبتنسيق مع أشقائنا في دولة فلسطين، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، بتاريخ 11 أكتوبر 2023، شددنا فيه على ضرورة وقف إطلاق النار وتجنب استهداف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ومنع محاولات التهجير القسري". وشدد المتحدث نفسه على أنه "مخطئ من يظن أن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط سيتحقق عبر الحلول العسكرية أو مخططات تهجير الفلسطينيين، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تكريس نزعة الاستعداء والانتقام والتطرف، والزج بالمنطقة في دوامة لا متناهية من الفوضى والعنف"، وخلص إلى أن "السلام، كما سبق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، أن أكد في مناسبات مختلفة، سيبقى هو الخيار الإستراتيجي لشعوب المنطقة، وهو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوبها". من جهة أخرى دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى إعادة تنظيم الشراكات بين جامعة الدول العربية وتكتلات إقليمية أخرى ودول كبرى، وفق منظور إستراتيجي عربي يمكن من تثمين الفرص التي تتيحها تلك الشراكات، في نطاق احترام خصوصيات الشعوب العربية وهوياتها الوطنية. ولدى استعراضه الأوضاع التي تعرفها عدد من الأقطار العربية، التي مازالت تعيش أزمات سياسية وحروبا ونزاعات، كاليمن والسودان وسوريا، أبرز الوزير المغربي أن المملكة المغربية، بقيادة الملك، يحدوها أمل كبير في أن تستقر الأوضاع في هذه البلدان، على أساس تغليب الحوار والمبادرات السلمية بعيدا عن منطق القوة والحلول العسكرية.