يحل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، يوم غد الأربعاء، بالمغرب، في أول زيارة له بعد تجديد ولايته، حاملا ملفات عديدة، خاصة تلك "العالقة" بين مدريدوالرباط، وفي الوقت ذاته "تأكيدا جديدا على استمرار نمو العلاقات بين المملكتين". وبعد دقائق من الإعلان عن الزيارة، تناسلت أسئلة الصحف الإسبانية إن كان العاهل المغربي سيستقبل سانشيز، مذكرة بأن زيارته الأخيرة إلى الرباط لم يحظ خلالها باستقبال ملكي نظرا لسفر الملك خارج المغرب. وفق وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" الرسمية، فإن "قصر المونكلوا لم يذكر مسألة الاستقبال الملكي"، مبينة أن "التوقعات الرسمية تشير إلى أن الاستقبال سيكون من طرف رئيس الحكومة عزيز أخنوش". لكن صحيفة "cadenaser" نقلت عن مراسلتها في الرباط، أن "العاهل المغربي محمدا السادس سيستقبل سانشيز، وذلك كما هو وارد في جدول أعماله الرسمي". وتأتي هذه الزيارة في سياق استمرار تعرقل إعادة فتح الجمارك التجارية عبر معابر سبتة ومليلية المحتلتين، وهو الملف الذي سبق أن طُرح جديده خلال زيارة لوزير الخارجية الإسباني، إيمانويل ألباريس، شهر دجنبر المنصرم، الذي أكد حينها "غياب جدول زمني متفق عليه حول الأمر". وشدد ألباريس على أن "كل ما تم الاتفاق حوله خلال القمة الثنائية الأخيرة بين البلدين، سيتم تنفيذه"، في حين أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المشكل في موضوع سبتة ومليلية "تقني، وليس سياسيا". السياق الآخر لهاته الزيارة، هو استمرار "التباعد" بين الجزائر وإسبانيا، حيث تم رفض استقبال ألباريس من قبل السلطات الجزائرية، وهو ما فُسِّر ب "استمرار وجود خلافات حول موقف مدريد من الحكم الذاتي في الصحراء". وحافظت إسبانيا منذ إعلانها دعم الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية على موقفها رغم العديد من الضغوط الداخلية والخارجية. وبعد تشكيل الحكومة الإسبانية الجديدة، زار ألباريس الرباط لتجديد هذا الدعم. ومن المرتقب أيضا أن يحظر ملف التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات بين البلدين ضمن جدول أعمال زيارة بيدرو سانشيز. الملف الآخر أيضا الذي يفترض أن يحمله سانشيز إلى الرباط، هو التنسيق بين الدول الثلاث المستضيفة لمونديال 2030، المغرب والبرتغال وإسبانيا، الذي تسعى أيضا مدريد من خلاله للاستفادة من حصص من المشاريع المغربية. وقبل أكثر من عام، عقد البلدان قمة ثنائية توجت بالتوقيع على 19 مذكرة تفاهم، همت العديد من القطاعات، أبرزها الأمن والاقتصاد، والصحة، والتعليم. ووفق وزير الخارجية، ناصر بوريطة، فإن "مدريد هي أول شريك تجاري خارجي للمملكة"، مشيرا خلال لقائه مع نظيره الإسباني، شهر دجنبر المنصرم، إلى أن "العلاقات بين البلدين لها آفاق قوية في إطار تنظيم مونديال 2030، وتدفعنا إلى تطويرها بشكل كامل".