عاد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، للتأكيد على أهمية التعاون مع المغرب في مجال محاربة الجريمة، وذلك عقب مقتل ضابطين إسبانيين وإصابة اثنين آخرين أثناء مطاردة زورق لتجار المخدرات على مستوى ميناء باربات قرب قادس. واعتقل الحرس المدني الإسباني السبت 8 أشخاص عقب اصطدام قارب لتجار المخدرات بسفينة دورية، ما أسفر عن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين خلال المطاردة. وقال مارلاسكا في تصريحات نقلتها الصحافة الإسبانية: "أمس بذلت السلطات في جبل طارق والمغرب كل ما هو ضروري ودقيق حتى لا يتمكن هؤلاء المجرمون من الفرار". وتقدم الوزير ذاته بالشكر إلى الحرس المدني والشرطة وحكومة جبل طارق والدرك المغربي على الدور الذي قام به كل طرف في القبض على المتورطين ومنع هروبهم. وتابع مارلاسكا: "أريد أن أسلط الضوء على عمل مراقبة الجمارك والشرطة الوطنية، وكذلك المغرب وجبل طارق. لقد تمكنا أخيرًا من متابعة قارب المخدرات ومراقبته، وهذا هو الهدف من كل الاستثمارات". وتحدث المسؤول الحكومي ذاته عن "تصميم الحكومة الإسبانية على مواجهة تهريب المخدرات"، مذكرا ب"الخطة الأمنية الرابعة في جبل طارق باستثمارات كبيرة..."، واستدرك: "لكن هذا لا يكفي وسنواصل الاستثمار في كل ما هو ضروري". واستطرد الوزير: "لدينا استثمار يزيد عن 120 مليون يورو. وإذا كانت هناك حاجة إلى وسائل إضافية فستكون هناك كل الوسائل اللازمة في هذا الصدد"، وزاد: "أمس تصرف الحرس المدني في هذه الأحداث الدرامية بطريقة لا تشوبها شائبة من الناحية الفنية ولا تقبل المنافسة من الناحية الإنسانية"، وأردف: "إن جرائم القتل التي وقعت أمس لن تمر دون عقاب، وسنواصل العمل حتى لا يتكرر شيء مماثل. نحن ملتزمون بمكافحة تهريب المخدرات". ويصف مارلاسكا المغرب ب"الشريك الإستراتيجي الرئيسي لإسبانيا في الشؤون الداخلية"، فيما أورد بيان للداخلية الإسبانية، عقب لقاء جمع الوزير الإسباني بنظيره المغربي في يناير الماضي، أن "النموذج الإسباني المغربي للتعاون الوقائي الثنائي يشكل المثال الأكثر صلة وتطورا للتعاون العملي المعروف بين أوروبا وإفريقيا، ونموذجا رئيسيا في وقت يتزايد ضغط الهجرة على الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي وفي المغرب". وشكر الوزير الإسباني نظيره المغربي على "التزام المغرب بجهوده" في التحدي المشترك بين البلدين، المتمثل في الهجرة غير الشرعية وفي الحرب ضد المافيات التي تتاجر بالبشر.