عقد وفد السفراء ال 16 لدى الأممالمتحدة بجنيف، مساء الثلاثاء، اجتماعا مطولا مع مؤسسة شيوخ القبائل الصحراوية، بسط خلاله حسنة الإدريسي تاريخ وكرونولوجيا الأحداث التي تأسست على إثرها مؤسسة شيوخ القبائل الصحراوية في فترة الاستعمار الإسباني إلى حدود تنصيبهم من طرف الملك الراحل الحسن الثاني بعد استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة. ويضم الوفد الدبلوماسي جمال جامع المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، والممثلين الدائمين لكل من البحرين واليمن وجزر القمر والسنغال والرأس الأخضر ومملكة اسواتيني والغابون وغامبيا وغينيا الاستوائية ومالاوي وتوغو والسرياليون وزامبيا. وجدد حسنة الإدريسي، المكلف بإلقاء كلمة باسم شيوخ القبائل الصحراوية، الترحيب بمقترح الحكم الذاتي، الذي يعتبرونه حلا واقعيا وذا مصداقية ويضمن تعايش الجميع في إطار سيادة المغرب على كافة ترابه. كما ثمّن الدور الذي لعبه وفد السفراء العرب والأفارقة في تتويج ممثل المغرب الدائم لدى الأممالمتحدة بمنصب رئيس مجلس حقوق الإنسان الأممي لسنة 2024، ومساهمتهم في تدعيم النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الرباط في العقد الأخير. واستحضر شيوخ القبائل الأهمية البالغة لزيارة الوفد الدبلوماسي الدولي إلى الأقاليم الجنوبية، والتعرف عن قرب على حجم الأمن والاستقرار الذي تعيشه الساكنة، والاطلاع على النهضة التنموية التي تشهدها المنطقة، مشيدين بتمسكهم بالمواقف الثابتة من قضية الوحدة الترابية للمملكة، واحترام سيادة المغرب على كامل ترابه. وفي هذا الصدد، قال محمد عالي عمارة، شيخ إحدى القبائل الصحراوية، إن زيارة الوفد إلى الأقاليم الجنوبية دليل واضح على صدقية المواقف التي ما فتئت تعبر عنها الدول الممثلة اليوم في 16 شخصية دبلوماسية من الأشقاء العرب والأفارقة، مشيرا الى أن "زيارتهم كبرى حواضر الصحراء المغربية تضفي دفعة قوية في نقل الحقيقة الكاملة لما نعيشه في ظل العناية الملكية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره لرعاياه بهذه الأقاليم". وأضاف عمارة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "انتخاب المملكة المغربية لرئاسة الآلية الأكثر أهمية لحقوق الإنسان في منظومة الأممالمتحدة برسم سنة 2024، يكرس المكانة المستحقة للمغرب في المجتمع الدولي ويترجم بالملموس سلسلة النجاحات الدبلوماسية بقيادة الملك محمد السادس نصره الله". وفي السياق ذاته، عقد الوفد الدبلوماسي، الذي يحل بالأقاليم الجنوبية في زيارة عمل تمتد لأربعة أيام، محادثات مع محمد جعيفر، مدير المركز الجهوي للاستثمار بالعيون الساقية الحمراء، الذي قدم عرضا يرصد مؤهلات الجهة والبنيات التحتية المتاحة، إضافة إلى جرد الفرص الاستثمارية الواعدة في إطار الاقتصادين الأزرق والأخضر. كما عدد جعيفر المشاريع التنموية والبرامج التي تهدف إلى إدماج الشباب في سوق الشغل، مؤكداً على "تقدم جهة العيون الساقية الحمراء وتصدرها للمشاريع الضخمة والأوراش الملكية". وأجمع أفراد الوفد الدبلوماسي على إعجابهم بما تزخر به جهة العيون الساقية الحمراء من مؤهلات تجعلها وجهة استثمارية بامتياز في المملكة المغربية، مشيرين إلى أن "أسس نجاح الاستثمار متوفرة في المنطقة من طرق سريعة وموانئ ومطارات، فضلا عما تنعم به من تنمية وأمن، ناهيك عن موقعها الجغرافي المتميز". وختم الوفد برنامجه اليومي بجولة ميدانية مكنته من الاطلاع عن كثب على التنمية التي شهدتها حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، وشملت عددا من المشاريع والأوراش التنموية الهامة المنجزة بالمدينة. وبدأ السفراء بزيارة القطب الجامعي شرقي مدينة العيون، ومشروع مدينة المهن والكفاءات، ثم كلية الطب والصيدلة، و"دار الحياة"، المخصصة لمرضى السرطان، قبل التوجه إلى المركز الاستشفائي الجامعي لسماع شروح مفصلة حول مستوى الأشغال في المشروع الذي يوفر أزيد من 500 سرير وأجنحة مخصصة للمستعجلات وطب الأطفال والنساء، مع جناح خاص بالجراحة، وآخر خاص بالأمراض العقلية. ووقف الوفد كذلك على الجانب الرياضي، بزيارة منطقة البوليكون للاطلاع على أحوال النادي البلدي النسوي لكرة القدم، الذي ينافس في البطولة المغربية الاحترافية القسم الأول-سيدات، إلى جانب زيارة المسبح الأولمبي البلدي والقاعة متعددة الرياضات، ثم ملاعب القرب. كما شملت الزيارة المكتبة الوسائطية الكبرى؛ المعلمة الثقافية والمعرفية التي تروم إرساء الذاكرة الوطنية، إلى جانب "ساحة أم السعد"، المشروع السياحي الذي تم إنجازه على مساحة ثمانية هكتارات، ويضم مسرحا بلديا ودارا للضيافة ومجمعا تجاريا ونافورات وفضاءات للأطفال ومناطق خضراء، بالإضافة إلى مجموعة من المنتزهات والمرافق الترفيهية. حري بالذكر أن الزيارة تأتي استجابة لتنزيل الرؤية الملكية والمبادرة الدولية للملك محمد السادس، المتعلقة بتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، وامتدادا للجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة المغربية لجعل قارة إفريقيا مزدهرة وملتحمة.