يبدو أن شباط دخل في مرحلة السرعة النهائية في مسار قيادة الحزب العتيق إلى الهاوية. كما أن بروزه بالشكل الذي يتم به حالي لم يعد يشرف المغرب ولا المغاربة ويسيء لصورة شخص الملك ومصداقية الحكومة والنظام المغربي بالخارج. إن معضلة "شباط الآفة" أضحت قضية بلد وشعب وتاريخ، وليست مجرد فلتة صبيانية يمكن غض الطرف عنها وترك الأمور تسير على ما هي عليه. "" "تبرهيش" شباط وزمرته، إن كان فعلا تجاوز حدود اللياقة السياسية وأخلاقيات "المواطنة"، فإنه، أولا وقبل كل شيء يعكس المستوى الرديء جدا الذي وصل إليه مجتمعنا السياسي من "تهديلة".
"شوف سمع.. شباط تيخلع"، هذا أقصى ما يمكن أن يصل إليه وعي وذكاء وتفكير واجتهاد الوسط السياسي الذي أنتج شباط وزبانتيه.. لكنه، وهذه هي الطامة الكبرى، نموذج "قادة مغرب اليوم ما بعد 12 يونيو".. قادة من طينة جهلة يدهم سخية، يوزعون المال شمالا ويمينا، في السر والعلن، ولا نعلم من أين تأتى لهم وكيف نالوه وراكموه، يشتركون به ذمم جهات فقدت القليل من المصداقية التي كانت بحوزتها بمساندتها، العلنية والسرية، لشباط "الشخص الآفة"، الذي اشترى من لا ذمم لهم، من أصحاب السوابق والمجرمين والمهمشين والمقصيين لتشكيل مليشيات أصبحت اليوم تمثل خطرا لأنها تتحرك استنادا على المال والمصلحة الضيقة الآنية.
فهل هذا هو قدر الشعب المغربي أن يكون من قاداته السياسيين والنقابيين شخص من طينة شباط، لا يفقه شيئا في السياسة ولا في التدبير، ويتألق في ترديد وإعادة ترديد، كلما تعرف على فكرة أو شبه فكرة جديدة عليه وعلى أمثاله، كالطفل المذلل في الدرب الذي "يعلب العشرة.. على أقرانه رغم أنه يقلهم شأنا في كل الأمور، ما عدا في كميات الحلوى أو القروش التي يمنحها لهم بدون حساب، مما يجعلهم يجارونه في كلما يقول ويفعل ويريد..
أيها الفاسي الحر.. أيها المغرب الأبي.. أيها المثقف.. أيها السياسي.. أيها المواطن البسيط صاحب كرامة وعزة نفس.. هل فعلا يشرفكم أن يكون شباط وأزلامه من الذين يديرون شؤونكم مهما كانت كميات الأموال التي يوزعها، ومهما كانت المنجزات التي يمكن أن يحققها.