مسيرة ليلية يخوضها مئات المواطنين من دواوير منطقة ثلاثن يعقوب، مطالبين بالإنصاف والتعويض، متسائلين عن أسباب رفض استفادتهم من الدعم المخصص لضحايا الزلزال، خاصة أن الأمر يتعلق بأكثر المناطق تضررا. المسيرة مشيا على الأقدام انطلقت عشية أمس الخميس ومستمرة حتى الساعة، ويرتقب أن تتوجه إلى مقر ولاية مراكش بعد أن توقفت أمام مقر عمالة إقليمالحوز ومقر قيادة تحناوت، رافعة شعار: "الساكنة ها هيا والعامل فينا هو". وقال عبد اللطيف آيت ابراهيم أوعلي، أحد المواطنين المشاركين في المسيرة، إن "عددا من الأسر بالمنطقة لم تستفيد من الدعم الذي خصصه الملك للمتضررين من الزلزال ونحن في قلب المنطقة الأكثر تضررا، بل أكثر من ذلك، يطلبون منا العودة إلى المنازل التي سبق أن طالبونا بإخلائها نظرا للخطر الذي تشكله على حياتنا". وأضاف أوعلي، في اتصال مع هسبريس، أن عدد هؤلاء "يتراوح ما بين 600 و700، يتحدرون من دواوير إيجوكاك ثلاثن يعقوب وعدد من دواوير المنطقة، ونحن الآن نتجه من تحناوت إلى مراكش". من جانبه، قال رشيد آيت امحند أوعلي، أحد المشاركين في المسيرة، إن "كل الذين خرجوا اليوم لم يستفيدوا من الدعم الذي أعلن عنه الملك. في المقابل، استفاد أناس لا يقطنون بقلب منطقة الزلزال". وأضاف: "كل ما نريد أن نعرفه هو سبب هذا الرفض. كان لنا موعد يوم الأربعاء الماضي مع قائد المنطقة ليشرح لنا السبب لكنه خلف موعده". وأردف: "نريد فقط حقوقنا وأن نعرف السبب وراء استفادة شخص وحرمان آخر؛ كل هؤلاء الأشخاص يعيشون في الخيم ويرفضون العودة إلى المنازل التي تضررت بفعل الزلزال"، متسائلا باستغراب: "كيف يطلبون منهم العودة إلى المنازل وهم في منطقة بؤرة الزلزال؟"، مشددا على أن "المسؤولين لا يريدون مواجهتنا". وقال عبد الرحيم آيت أوبلا، رئيس جماعة ثلاث نيعقوب، إن المظاهرات خرجت من جماعتي ايغيل وايجوكاك بقيادة ثلاث نيعقوب، موردا أن "المحتجين فئتان؛ الأولى غير القاطنين، الذين رفضت اللجان طلباتهم لهذا السبب، وهنا لا نتحدث عن المنازل، بل فقط عن دعم 2500 درهم للعائلات المتضررة". الفئة الثانية، يضيف أوبلا، "هم من أكدت اللجنة التي أجرت البحث الميداني أن منازلهم لم تتضرر ويمكنهم العودة إليها، لكنهم لم يستوعبوا فكرة العودة". وقدم المتحدث إحصاءات أولية عن المستفيدين من دعم 2500 درهم، قائلا: "على صعيد ثلاث نيعقوب استفادت 1280 أسرة، وفي ايغيل 640 أسرة، وفي أغبار 700 أسرة، وفي إيجوكاك 900 أسرة". وشرح قائلا: "في إيغيل، ولو أنها بؤرة الزلزال، تضررت فقط خمسة دواوير، وباقي المنازل غير متضررة"، موضحا أن "دعم 2500 درهم يتم تقديمه فقط حسب المنازل، لكن، مثلا، إذا كان هناك منزل به أب متزوج وابن متزوج، لا يمكن أن يستفيدا معا، بل يستفيد رب الأسرة فقط. وإذا كان هناك أخان في منزل للورثة، يستفيد واحد فقط". وأكد رئيس جماعة ثلاث نيعقوب أن "الحديث هنا فقط عن دعم 2500 درهم. أما من تضررت منازلهم، أكيد ستتم إعادة بنائها، حتى منازل غير القاطنين هنا، ولكن هذه العملية لم تنطلق بعد".