لا يخفي الشاب المغربي طارق حردادو مشاعر الفخر والاعتزاز، بعد نجاحه في ارتداء الزي الأزرق لمتطوعي الشرطة اللندنية، وهي مهمة وإن كانت تتطلب الكثير من الشجاعة والتفان والتضحية، فإنه بدا مؤهلا بشكل طبيعي للتحلي بها، على اعتبار أنها تشكل مكونا أساسيا من مكونات الهوية المغربية التي يعتز بالانتماء إليها. لقد ظل حلم الانضمام إلى شرطة لندن، حلما يراود طارق منذ سنوات، سعيا منه إلى أن يشكل نموذجا للاندماج الناجح في بلد الاستقبال ويقدم صورة مشرقة ومضيئة للشباب المغاربة الذين بالرغم من إقامته واستقرارهم بانجلترا، فقد حافظوا على تعلقهم بقيم الانفتاح والتسامح والتفاهم المتبادل التي تميز الشعب المغربي. وعلى الرغم من تشبعه بقيم الثقافة الأنجلو-ساكسونية، فقد ظل طارق وفيا لبلده الأم المغرب، حيث ما يزال يسكن كل ذرة في روحه وقلبه ويسري حبه فيه مسرى الدم في العروق. وقد شكل هذا الازدواج الثقافي، إلى جانب مساره التعليمي الناجح، عاملا مهما وحاسما في تشكيل شخصية الشاب المغربي وفتح أمامه آفاقا أرحب في الحياة. ويحظى رجل المباحث الشاب في شرطة لندن، والذي يطفئ هذه السنة شمعته الخامسة عشرة، باحترام وتقدير كبيرين من لدن جميع المحيطين به من أصدقاء ومدرسين وموجهين، بسبب التزامه وجديته وتفانيه وقوة شخصيته وعزمه الكبير على التطوع لخدمة الآخرين ولاسيما الأشخاص في وضعية الهشاشة والمحتاجين. ويتوقع كل من يعرف طارق حردادو عن قرب، أن يشق هذا الشاب المغربي طريقه نحو مستقبل لامع ومشرق. وقد حفزته شجاعته وإقدامته وتحليه بروح المسؤولية والتفاني ونكران الذات على الالتحاق بصفوف هيئة متطوعي الشرطة، والتي استطاع أن يتطور في صفوفها بسرعة مدهشة حيث تمكن من حصد العديد من الجوائز وشهادات الاعتراف والتقدير، التي تؤكد تشبعه بكل القيم والمؤهلات التي تجعله في خدمة المجتمع بشكل دائم. ويتذكر زملائه في هيئة متطوعي الشرطة، بكثير من الفخر والإعجاب، محطات عديدة أبان فيها طارق حردادو عن بطولة وشجاعة نادرة، ومن بينها على سبيل المثال قيامه في إحدى المرات بالقفز في الماء البارد، بدون أدنى تردد، من أجل إنقاذ السيدة جاين ريشاردسون التي تضطلع بدور المشرفة عليه، من موت محقق. وكانت المشرفة قد هوت في قاع بحيرة بعد فقدانها الوعي إثر انقلاب قاربها فجأة. وقد هيمنت هذه المبادرة الشجاعة، بشكل كبير، على أجواء حفل تسليم الجوائز لمتطوعي الشرطة برسم سنة 2013، حيث أعرب الكثيرون خلال هذا اللقاء، الذي حضره عدد من سامي المسؤولين في شرطة منطقة لندن والمنتخبون المحليون والقنصل العام للمغرب ببريطانيا، عن إعجابهم وتقديره لشجاعة الشاب المغربي. وسعيا منها إلى تشجيعه وتحفيزه على المضي قدما في إنجازاته وعمله المتميز، سواء على مستوى الدراسة أو التطوع، فقد استقبلت سفيرة المغرب ببريطانيا للا جمالة المتطوع المغربي في صفوف الشرطة اللندنية، والذي كان مرفوقا على الخصوص بوالديه والمشرف عنه. ويندرج هذا اللقاء في إطار حرص سفارة المملكة المغربية على تشجيع الشباب الواعد والموهوب، ومواكبة أفضل للنجوم الصاعدة في الحياة العامة، وضمان الانفتاح على مجموع مكونات الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا. ولا غرو أن هذه المناسبة ستشكل حافزا إضافيا للشاب طارق، ومعه كل الشباب المغربي التواق إلى تمثيل وطنه المغرب أحسن تمثيل. *و.م.ع