جرى، مؤخرا بمدينة قرطبة، تنصيب الدكتور محمد ظهيري عضوا جديدا بالأكاديمية الملكية للعلوم والآداب الجميلة والفنون النبيلة لقرطبة، ليصبح بذلك أول عضو بهذه الهيئة العريقة من أصول عربية ومغربية. وقد ترأس حفل التنصيب الدكتور خوسي غوسانو مويانو، أمين السر الدائم للأكاديمية الملكية لقرطبة ورئيسها، بحضور مجلس إدارتها والأعضاء المقيمين بالأكاديمية وممثلين عن كل من الحكومة المركزية والجهوية والاقليمية والمحلية، وكذا ممثلين عن جامعة قرطبة وممثلي مؤسسات ومراكز ثقافية وفكرية وعلمية، إضافة إلى جمعيات المجتمع المدني ذات الصلة بعالم الثقافة والفكر والبحث العلمي. ويأتي هذا التنصيب بعد سنة من إتمام الإجراءات البروتوكولية الطويلة والمعقدة المعمول بها بموجب القوانين الاسبانية المنظمة للأكاديميات الملكية، بعدما تمت المصادقة على عضوية الدكتور بإجماع في جلسة عادية لمجلس الأكاديمية الملكية انعقد بمقرها السنة الماضية، بتاريخ 3 نونبر 2022، برئاسة الدكتور كوسانو مويانو وبحضور الأعضاء المقيمين بالأكاديمية ومجلس إدارتها. ويعد هذا التنصيب، الذي تم خلال الحفل المنظم مؤخرا بقرطبة بمناسبة، الافتتاح الرسمي للموسم 2023-2024، حسب القوانين الإسبانية المنظمة للأكاديميات الملكية الإسبانية، تنصيبا وعضوية مدى الحياة. وتعتبر الأكاديمية الملكية لقرطبة للعلوم والآداب الجميلة والفنون النبيلة (الأكاديمية الملكية في قرطبة) أعلى هيئة فكرية، وهي من أعرق الأكاديميات الملكية بإسبانيا، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى 11 نونبر من سنة 1810، وتحظى برعاية التاج الإسباني منذ عام 1915. وتعتبر هذه الأكاديمية، إلى جانب باقي الأكاديميات الملكية بإسبانيا، مركزا لتنمية المعرفة ونشرها وهيئة للتميز في مختلف مجالات العلوم والفنون والعلوم الإنسانية. وتتجلى القيمة الأساسية للأكاديمية في أعضائها، الذين تتوفر فيهم أعلى مزايا التميز الفكري والعلمي، في نزاهتهم واستقلاليتهم عن أي تأثير من قبل المصالح الاقتصادية أو السياسية، وهي محصنة من قبل الدستور الإسباني لسنة 1978 حيث خصها بمادة من فصله 62 (المادة 62-J). وللتذكير، فالدكتور محمد ظهيري، أستاذ جامعي بجامعة كومبلوتينسي العريقة بمدريد، باحث وكاتب وناشر مغربي مقيم في إسبانيا منذ سنة 1991، خبير لدى الاتحاد الأوروبي في شؤون الهجرة وحقوق الإنسان، ومستشار دولي في ثقافة السلام والدبلوماسية الثقافية. وموازاة مع ذلك، فالدكتور ظهيري يُدرّس كأستاذ محاضر زائر في عدد من الجامعات الإسبانية والأجنبية، وباحث معتمد بكل من "المركز الجامعي لعلوم الأديان" والجامعة الأورومتوسطية. سنة 2019، تم اختياره من قبل جامعة السوربون- باريس- سيتي كعضو ب"مجلس مدرسة الدكتوراه" التابعة لها. وقد خصته بالكرسي الرابع المخصص للشخصيات الأجنبية المتميزة أكاديميا وعلميا، هذا إضافة إلى تعيينه صيف سنة 2019، بموجب مرسوم وزاري من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالأرجنتين، عضوا مستشارا ومدرسا زائرا ببرنامج الدكتوراه "إدارة الاختلاف في الأوساط متعددة الثقافات والأديان". ومنذ سنة 2021، اعتمدته "رابطة الحقوقيين وفقهاء القانون الإيبيرو أمريكية" كمراقب دولي في الانتخابات التشريعية لدول أمريكا اللاتينية واسبانيا؛ وهي المهمة التي قام بها، منذ تعيينه، في أربع دول مختلفة. ويراكم الدكتور ظهيري مجموعة من الكتب والمؤلفات الفردية والجماعية والأبحاث في مجلات علمية مُحَكَّمَة متخصصة بالإسبانية والإنجليزية والفرنسية والعربية، حيث نُشرت بين سنتي 1994 و2023 في هولندا واليابان وبولونيا وإسبانيا وفرنسا وسويسرا وإنجلترا والمغرب والعراق والولايات المتحدةالأمريكية. كما يحظى بحضور إعلامي بارز كمحلل سياسي في مجموعة من القنوات التلفزيونية والإذاعية؛ من بينها: قناة الجزيرة الدولية، وقناة الميادين الدولية، وقناة العربي الدولية، وقناة روسيا اليوم الدولية، وقناة الحرة، والقناة الثانية للتلفزة الإسبانية، ثم قناة Medi1 TV الدولية. وحصل المحتفى به على مجموعة جوائز دولية، أهمها: سنة 2019 حظي، رفقة وزير الخارجية الاسباني السابق ميغل أنخيل موراتينوس، بجائزة وتكريم جامعة الدول العربية بمناسبة الذكرى ال74 لتأسيسها، وجائزة جامعة الدول العربية سنة 2012 باعتباره "الشخصية العربية الأكثر تأثيرا في الرأي العام الإسباني ودوره في الدفاع عن حقوق المغتربين العرب في إسبانيا، وكذا "لمبادراته الثقافية والفكرية الهادفة إلى الحوار الثقافي والحضاري بين الشرق والغرب، وإلى التقريب بين العالم العربي وأوروبا". وسنة 2013، احتفى به المنتدى الدولي الثالث للهجرة اعترافا ب"دور أبحاثه العلمية في تصحيح الصورة النمطية عن المهاجرين العرب بإسبانيا وإبراز دورهم في تنمية اسبانيا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا". كما احتفى به "المنتدى الأول الاسباني-المغربي للهجرة والاندماج"، المنظم من قبل الحكومتين الإسبانية والمغربية سنة 2015، ك "مهاجر نموذج للتألق والاندماج في إسبانيا وكفاعل من أجل التقريب بين الشعبين الإسباني والعربي والتعايش فيما بينهما".