وضعية يصفها مسؤولون حكوميون بالخطيرة وصلت إليها الموارد المائية بالمغرب بسبب توالي سنوات الجفاف، بالإضافة إلى عوامل تتعلق بسوء التدبير راكمها المغرب طيلة سنوات. إجراءات كثيرة تعتزم الحكومة والمجالس الجماعية اتخاذها من أجل مواجهة هذا المشكل. وفي هذا الإطار، أكد مصدر حكومي مسؤول لهسبريس جوابا على سؤال حول إمكانية انقطاع الماء لساعات طويلة عن السكان بالمدن والقرى، أن هذا الخيار معتمد في بعض المناطق القروية التي تعرف إجهادا مائيا حيث تلجأ السلطات لقطع الماء لبضع ساعات. واستبعد المتحدث أن يعيش المغرب تجربة بعض البلدان التي ينقطع فيها الماء ليوم كامل أو أكثر كما هو الشأن بالنسبة للبنان وبعض الدول العربية، مشيرا في الآن ذاته إلى أن "الوضعية تدعو للقلق ولا بد من ترشيد استهلاك هذه المادة الحيوية وإن تطلب الأمر قطعها في بعض المناطق لساعات قليلة في أوقات محددة، خاصة خلال فترة الليل". المصدر ذاته أوضح أنه "سيتم اللجوء أيضا إلى خفض صبيب الماء الشروب في عدد من المناطق بالمملكة من أجل عقلنة استعماله"، مبرزا أن المؤشرات الخاصة بالأشهر الماضية تنذر بأن المغرب مقبل على سنة أخرى من الجفاف. التساقطات المطرية لم تتجاوز 21 ملم كمعدل طيلة الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب ما أكده نزار بركة، وزير التجهيز والماء، خلال الندوة التي أعقبت انعقاد مجلس الحكومة، الخميس، أي إن هناك تراجعا كبيرا يقدر ب67 بالمائة مقارنة مع سنة عادية. كما أن درجة الحرارة كانت مرتفعة، وتجاوز المغرب المعدل السنوي خلال الأشهر الثلاثة، وهو ما كان له وقع كبير على التبخر ووضعية السدود. وأوضح الوزير أن واردات السدود خلال الفترة نفسها لم تتجاوز 519 مليون متر مكعب، في حين سجلت السنة الماضية مليارا و500 مليون متر مكعب، أي إن نسبة التراجع تصل إلى الثلثين. وقال بركة: "لم نكن نتصور أن نصل إلى هذا الحد الذي كان له وقع سلبي على نسبة ملء السدود التي لا تتجاوز 23.5 بالمائة، بتراجع وصل إلى 7 نقط مقارنة مع السنة الماضية".