احتضنت قاعة المكتبة التّابعة للمركب الثقافي بالنّاظور، مساء السّبت، ندوة وطنية تناولت موضوع "اللحمة الوطنية وثوابت الأمة المغربية"، من تنظيم جمعيتي "النّاظور الكبير للثقافة والتنمية والتعايش الحضاري" و"ثويزا آيت شيشار"، بتنسيق مع "جبهة العمل الأمازيغي". وناقشت النّدوة مبادئ ترسيخ أسس وثوابت الأمة المغربية، والمكتسبات التي حقّقتها الأمازيغية في إطار وطني يضمن حضور المكون الأمازيغي في مؤسسات الدولة، وفي كل مناحي الحياة العامة بالمغرب. وفي مداخلته أكد حسن أفقير، رئيس جمعية "الناظور الكبير"، على "أهمية الثوابت الوطنية في ترسيخ اللحمة الوطنية، المتجلية في الوحدة الترابية والملكية المتجذرة في عمق التاريخ والهوية الوطنية"، مبرزا التعددية السياسية والثقافية التي ساهمت في توطيد ركائز الأمة المغربية. من جهته، أشار محيي الدين حجاج، المنسق الوطني ل"جبهة العمل الأمازيغي"، إلى "أهمية ومحورية الأمازيغية في ترسيخ الوحدة الوطنية"، مبرزا أن "تعزيز المكتسبات الأمازيغية لا يمكن أن يتم إلا من داخل الثوابت الوطنية التي تجمع المغاربة والتي يؤطرها الدستور، والتي ضحت من أجلها الأمة المغربية عبر قرون". كما أشاد المتحدّث بإقرار الملك محمد السادس رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، معتبرا ذلك "حدثا مهما وذا رمزية كبيرة سيبقى محفورا في تاريخنا الوطني المجيد". وفي السّياق ذاته قدّم ياسين عمران، المنسق الإقليمي ل"جبهة العمل الأمازيغي" بالنّاظور، مداخلة أكد خلالها أن "الأمازيغية جزء لا يتجزأ من الثوابت الوطنية ومرتكزات الأمة المغربية". وأضاف أن "الأمازيغية بفضل الرؤية المتبصرة والحكيمة للملك حققت مكاسب مهمة وتاريخية"، مشيرا إلى أن "الظرفية الحالية تقتضي المزيد من العمل لدعم الاختيار الديمقراطي والمنجزات الوطنية". أما عبد الصمد بوريش، المنسق الإقليمي ل"جبهة العمل الأمازيغي" بالحسيمة، فشدد على تشبث الأمازيغ بالثوابت الوطنية، بما فيها المؤسسة الملكية والوحدة الترابية تاريخيا، مبرزا أن نظام الحكم الملكي مترسخ منذ القدم، وأن المؤسسة الملكية اليوم هي رمز الوحدة والتلاحم، وهي الفاعل الرئيسي في تقدم وازدهار الوطن. وأكد في ختام مداخلته أن "الريفيين متشبثون بخيار المصالحة التاريخية التي دشنها الملك محمد السادس عند اعتلائه العرش"، مشيرا إلى أن "الأحداث التي عرفتها المنطقة مؤخرا أدت إلى نوع من سوء الفهم بسبب غياب التجربة السياسية لدى البعض".