في الصورة الأمير مولاي هشام خدوش من نيران صديقة "" سوء فهم كبير وسوء تقدير اكبر وصل الى حد الهجاء والقدح هو ذاك الذي اثارته تسريبات من كتاب لم يقع بعد بين يدي القاريء المغربي ولم تحتضنه رفوف المكتبات ولا الأكشاك المغربية بعد ، كتاب الصحفي المغربي الفرنكفوني علي عمار بعنوان " محمد السادس ، سوء الفهم الكبير ". انه الكتاب الذي اثارت شذرات منه عمود دخان ، لكن على الرغم من الضجة المفتعلة حاليا على اعتبار ان بعض ماجاء في متن الكتاب اضاف قليلا من الملح على العلاقة الجريحة للامير بابن عمه الملك وهذا ما حدا بالاميرالاحمراو الثائر كما يحلو لبعض المنابر الصحفية وصفه ، إلى خرجته الإعلامية المدوية ، والتي كانت عبارة عن رسالة حارقة قصف من خلالها ماجاء في ثنايا الكتاب واعتبرها خوض في الماء العكر وقال فيها عن صديق الامس الصحفي علي عمار ما لم يقله مالك في الخمر. من حيث الشكل اعتبرت لهجة رسالة الأمير موغلة في العنجهية والعبارات القدحية من قبيل التقزيم والتحقير وهو اسلوب تمادى فيه بعض اقطاعيو القصر لكنه لايليق بامير مثقف- تجادل بعض الاوساط الصحفية- لطالما تحدث عن اوراش الاصلاح ، حيث كان قد قدم ورقة اعتماده كمنافح عتيد عن الديمقراطية والحداثة واقترح وصفات لعلاج امراض الملكية التقليدية ، والتي جعلت عمه الملك الحسن الثاني يقلب عليه ظهر المجن منذ اواسط التسعينات من القرن الماضي وبعد وفاة عمه صار ابن عمه الملك الحالي محمد السادس على درب ابيه. من حيث المضمون اعتبر البعض انه كان على الامير الا يقف عند سفاسف الامور ويرتقي بالنقاش السياسي الى مستوى اعلى ، خاصة ان الحقل السياسي المغربي بات يحفل بقاموس يمتح من لغة البلطجة التي استقدمتها " نخبة البدو". و بعيدا عن الغوص في قراءة النوايا ودوافع المؤلف وراء فكرة الكتاب والتي قد تكون مادية محضة او ليرى مكانه بين الناس يجدر بنا ان نطرح السؤال التالي هل حاول علي عمار تقمص دور مؤرخ اللحظة كما اشار الى ذلك ذات مرة الفيلسوف الفرنسي البير كامي حينما اعتبر الصحفي مؤرخ اللحظة . ام انه كان مجرد انتهازي استغل صداقة الامير وقربه مما يدور داخل اقبية القصر لينشر غسيل البلاط . اكيد ان الكتاب مهما تعرض لسهام النقد لايخلو من رصد والتقاط للحظات لطالما احتكرتها كواليس النخبة وبقيت حبيسة اسوار القصور والفلل. هناك مقال مقروء بشكل واسع لصاحبه رشيد نيني دخل على الخط من زاوية اخرى وكانه صب الزيت على النار حين اماط اللثام على ما اسماه ب الوشائج الخطرة حاول ان يكشف فيه المستور في علاقة الامير بشلة الصحفيين الذين كانوا يحيطون به وعن الاغلفة المالية التي تسلموها من اميرهم صاحب " المشروع الملكي المغاير" ، وبصرف النظر عن النوايا الثاوية وراء دخول نيني على الخط واختياره التوقيت المناسب لتوجيه ضربات تحت الحزام خاصة لشريكه بالامس توفيق بوعشرين الذي قيل عنه انه تسلق السلاليم بسرعة الضوء، وما حفل به المقال من اتهام مبطن للامير باغواء دسة من الصحفيين بشيكات تسيل لها اللعاب لغاية في نفس الامير معرجا عن الدسائس التي تم استقراؤها من الكتاب" الضجة" والتي حيكت لنسف تجربة الصحيفة عندما انقطع حبل الود بين الصحافي و الامير في اشارة الى الخلاف الدي شب بين بوبكر الجامعي والامير هشام على خلفية المحاضرة التي تحدث فيها الامير عن تصوره لتداول الحكم في المغرب على النمط السعودي عبر ما يسمى ب مجلس العائلة. وهذا ما انتقده بوبكر الجامعي في احدى افتتاحياته بالصحيفة وادى ثمنه فيما بعد عندما تخلى عنه الامير في عز المحنة . لقد قدم الكتاب فرصة سانحة للبعض وبالاخص لرشيد نيني ولم يدعها فرصة تمر كعادته دون ان يقوم بعملية " السماتش " في وجه اصدقاء الامس الذين راى انهم انخرطوا في لعبة المؤامرة ضد جريدته المساء مما يؤشر على بداية صيف ساخن . من حسنات هذا الكتاب كما ذهبت الى ذلك بعض الاقلام الجادة فتح النقاش حول مخاضات المشهد الاعلامي المغربي وبالاخص حول هذا الانسياح و التهافت الصحفي لحشر الانوف في الحياة الخاصة للشخصيات الرسمية بغية الاغتناء السريع ان بوسائل التملق والتزلف او بوسائل الابتزاز ولي الذراع التي شاع امرها في الحقل الاعلامي المغربي و يبدو ان سؤال من اين لك هذا بات ضروري ليس لمن يتولى المناصب عليا في الدولة فحسب ولكن للصحافة المغربية أولى.