تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالخصوص، على قرار حكومة باريس سحب مشروع قانون يهم الأسرة، والجدل حول تقرير المصير بكتالونيا، والمواجهة بين السلطات والمعارضة في أوكرانيا، وقضية الفساد في تركيا إلى جانب مواضيع أخرى. ففي فرنسا، واصلت الصحف الاهتمام بقرار الحكومة سحب مشروع قانون حول الأسرة، حيث كتبت صحيفة (لوموند) أنه ليس ممنوعا التزام الحذر في السياسة، مشيرة إلى أن الرئيس فرانسوا هولاند، قرر تأجيل مشروع القانون المذكور، الذي كان مقررا عرضه على المجلس الحكومي في أبريل المقبل، إلى أجل غير مسمى، تجنبا لانتقادات خصومه. وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن منظمي تظاهرات الأسبوع الماضي احتجاجا على مشروع قانون الأسرة منتشون بالانتصار عقب سحب المشروع. وقالت صحيفة (ليبراسيون) أن الحكومة المتهمة بمعاداة الأسرة سحبت المشروع، خاضعة بذلك دون مقاومة لمطالب المتظاهرين الذين يدافعون عن مفهوم ملائم للأسرة. وبدورها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن الاشتراكيين يعتزمون تقديم مقترحات قوانين من أجل العودة إلى المشروع الذي تم تأجيله، مشيرة إلى أن تراجع الحكومة عن هذا المشروع لم يرق لبرلمانيي الأغلبية الذين طالما انتقدوا منهجية اتخاذ القرار. وفي إسبانيا، أوردت الصحف تفاصيل الاجتماع الذي عقد، أمس الثلاثاء بمدريد، بين نائبة رئيس الحكومة الإسبانية، سورايا ساينز دي سانتاماريا، والمتحدث باسم حزب التقارب والوحدة الحاكم في كتالونيا، دوران ليريدا، على خلفية الجدل حول استفتاء تقرير المصير الذي دعا إليه زعيم الحزب أرتور ماس. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لاراثون) أن نائبة الرئيس استقبلت دوران ليريدا، لمدة ساعتين بمقر الحكومة الإسبانية في لامونكلوا، مشيرة إلى أن الحكومة المركزية وحكومة كتالونيا يحاولان الحفاظ على قنوات الحوار رغم إعلان أرتور ماس عن تاريخ إجراء الاستفتاء. وأضافت اليومية أن هذا الاجتماع، الذي كان مقررا عقده منذ أسابيع، شكل مناسبة لاستئناف الحوار، لاسيما مع محاور الحكومة المركزية، دوران ليريدا، الذي، وخلافا لأرتور ماس، أبدى دائما استعداده للحوار. ومن جهتها، كتبت صحيفة (إلموندو) أن "نائبة الرئيس ترغب في استنفاد سبل الحوار مع ماس"، مضيفة أن الزعيمين اتفقا على تسريع النظر بمجلس الشيوخ في طلب البرلمان الإقليمي الكتالوني تنظيم الاستفتاء. وفي هذا السياق، ذكرت بتجديد حكومة مريانو راخوي التأكيد على أن مخطط الاستفتاء الذي دعا إليه أرتور ماس لن يتم إجراؤه بأي حال من الأحوال. ومن جهتها، أشارت صحيفة (إلباييس) إلى أن سانتاماريا ودوران ليريدا، أبرزا خلال اجتماع أمس الثلاثاء، أهمية الاستقرار البرلماني والوضع في كتالونيا. وفي إيطاليا، تركزت تعليقات الصحف على خطاب الرئيس جورجيو نابوليتانو، أمس الثلاثاء أمام البرلمان الأوروبي، وزيارة رئيس الوزراء انريكو ليتا لدول الخليج . واعتبرت صحيفة (المساجيرو) أن الرئيس الإيطالي تحدث "بلغة واضحة" أمام أعضاء البرلمان الأوروبي عما وصفه ب"أزمة هيكلية لم يسبق لها مثيل" في الصرح الأوروبي، مدينا "الأنانية الوطنية والمحافظة التقليدية". وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن الرئيس الإيطالي تعرض لانتقادات البرلمانيين الأوروبيين (المشككين) من رابطة الشمال وذلك ل"دفاعه عن الأورو وتمرده ضد التقشف". أما صحيفة (إلكورييري ديلا سيرا)، فأشارت إلى زيارة إنريكو ليتا لدول الخليج التي توجت بإبرام العديد من الاتفاقيات التجارية ومنح الكويتإيطاليا قرضا بقيمة 500 مليون أورو يوجه لتعزيز القدرة التنافسية للمقاولات الصغيرة والمتوسطة. وفي روسيا، اهتمت الصحف بالمواجهة بين السلطات والمعارضة في أوكرانيا. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (كوميرسانت) إلى تزايد القلق في الغرب بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين السلطة والمعارضة في هذا البلد. ونقلت الصحيفة عن ايلمار بروك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، قوله إنه من غير المستبعد حتى الآن ممارسة الضغط على السلطة في أوكرانيا عن طريق فرض العقوبات. ومن جهتها، أشارت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إلى بدء أعمال الدورة الرابعة لبرلمان أوكرانيا، أمس الثلاثاء بكييف، وخيبة أمل المعارضة من نتائج عمل اليوم الأول، وما قد يجره ذلك من تعقيد للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. ومن جهة أخرى، تطرقت الصحيفة إلى إعداد المفوضية الأوروبية لتقرير يستند لاستطلاعات أجراها معهد الإحصاء الأوروبي "يوروبا رومتر"، تعرض فيه لاستفحال الفساد في العديد من مجالات الحياة بالاتحاد الأوروبي، بدءا من العقود الحكومية إلى تمويل الأحزاب السياسية، متحدثا عن رقم خسائر بهذا الخصوص، يصل إلى نحو 120 مليار أورو سنويا. ومن جانبها، تحدثت صحيفة (ازفيستيا) عن محاولة الرئيس الأفغاني التوفيق بين الولاياتالمتحدة والمعارضة، بهدف تحقيق المصالحة الوطنية والبقاء في السلطة، في وقت اتهمته فيه صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، بإجراء مفاوضات سرية مع حركة "طالبان"، ما قد يفسر ، بحسب الصحيفة، برودة العلاقات بين كابول وواشنطن، خاصة مع اقتراب موعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان. وأضافت اليومية أن الولاياتالمتحدة منزعجة، أيضا، من رفض الرئيس الأفعاني التوقيع على الاتفاقية الأمنية معها، والتي ستمنح الأمريكيين حقا شرعيا بالبقاء في أفغانستان. وفي بريطانيا، ركزت الصحف على العواصف والظروف المناخية السيئة التي تعيشها بريطانيا حاليا والتي تسببت في حرمان عشرات آلاف المنازل من الكهرباء بسبب قوة الرياح العاتية والأمطار الغزيرة. وتطرقت صحيفة (التايمز) إلى الزيارة التي قام بها ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، أمس لقرية موشيلني، التي تحولت إلى جزيرة معزولة عن العالم نتيجة للفيضانات الاستثنائية التي تشهدها المنطقة. وأضافت أن الأمير تشارلز تفقد خلال هذه الزيارة وضعية السكان ضحايا الفيضانات بجنوب شرق البلاد معبرا عن تضامنه ودعمه لهم. وبحسب صحيفة (الديلي تلغراف)، فقد عبر ولي العهد البريطاني عن صدمته لحجم الأضرار الناجمة عن الفيضانات التي أغرقت منطقة سوميرسيت ليفلس، حيث غمرت المياه أزيد من 11500 هكتار من الأراضي منذ يناير الماضي الذي أضحى الشهر الأكثر غزارة من حيث التساقطات المطرية والتي لم تشهد لها البلاد مثيلا منذ سنة 1910. وفي معرض مواكبتها للأمطار العاصفية التي تشهدها بريطانيا، نشرت صحيفة (الديلي ميل)، على صفحتها الأولى، صورة للأمير تشارلز، أثناء زيارته التفقدية لقرية موشيلني. وأشارت إلى أن ولي العهد البريطاني التقى، بهذه المناسبة، عددا من السكان والمزارعين ورجال الإنقاذ، كما قام بجولة عبر المنطقة على متن قارب باعتباره الوسيلة الوحيدة للتنقل في المناطق المتضررة من الفيضانات. وفي تركيا، واصلت الصحف اهتمامها بفضيحة الفساد التي هزت حكومة حزب العدالة والتنمية، بنقلها ردود فعل أحزاب المعارضة وأحدث تصريحات رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان حول الأزمة السياسية المستمرة في البلاد. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (تودايز زمان)، تحت عنوان "أردوغان تحت نيران الانتقادات بعد ظهور أدلة جديدة حول الفساد"، مشيرة إلى أن قادة المعارضة يزيدون من الضغط على رئيس الوزراء على خلفية هذه الفضيحة. وأضافت أن المعارضة تدعم الرسالة، التي أطلقتها مؤسسة الصحفيين والكتاب التي دعت الرئيس عبد الله غول إلى التحقيق في تدخل الحكومة في شؤون العدالة، في محاولة للتأثير على تحقيقات مكافحة الفساد. كما واصلت الصحف نقل تصريحات رئيس الوزراء التركي، الذي يوجد حاليا في زيارة لألمانيا، حول قضية الفساد هذه المتورطة فيها شخصيات مؤثرة تنتمي إلى عالمي السياسة والأعمال ومن محيط أردوغان. ونقلت صحيفة (غونيس) عن رئيس الحكومة قوله "سنفكك هذه البنية الموازية مهما كان الثمن"، مشيرة إلى أن فضيحة الفساد التي تفجرت في 17 دجنبر الماضي تستهدف الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد. ومن جهتها، عادت صحيفة (هوريات ديلي نيوز) لتصريحات رئيس الوزراء التركي، في أعقاب لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي أكد فيها على أن الانتخابات البلدية، المقررة أواخر مارس، ستكون اختبارا لتركيا ولحزبه. وفي البرتغال تركز اهتمام الصحف حول الإلغاء المثير للجدل لبيع 85 عملا للفنان الإسباني خوان ميرو التي ترغب الحكومة البرتغالية في التخلي عنها من أجل ملء خزائن الدولة. وكتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس)، في هذا الصدد، أن كريستيز تذرعت بشكوك قضائية بسبب خلاف تم اللجوء بشأنه للعدالة البرتغالية وليست دار المزاد فيه طرفا، مشيرة إلى أن كريستيز رفضت الكشف عن مبلغ التعويض المنصوص عليه في العقد في حال لم يتم بيع المجموعة. وحول الموضوع نفسه، لاحظت صحيفة (دياريو إكونوميكو) أنه بالإعلان عن إلغاء هذا البيع، وجد كاتب الدولة في الثقافة، خورخي باريتو كزافييه نفسه، تحت الضغط، حتى وإن أيدت المحكمة الإدارية إذن بيع هذه المجموعة في المزاد العلني، لافتة الانتباه إلى خروقات في تسليم هذه الأعمال. وأضافت أن خورخي باريتو كزافييه أعلن رفضه الاستقالة، على خلفية أنه "إذا ما رغبت البرتغال في الاحتفاظ بهذه الأعمال، فإنه سيتعين على شخص ما أداء الثمن". ومن جهتها، أثارت صحيفة (بوبليكو) الانتباه إلى أن العدالة ما تزال تعتبر الإلغاء النهائي لهذا البيع ممكنا، في وقت تصر فيه الحكومة على بيع مجموعة هذا الفنان الكتالوني.