واصلت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الأربعاء، الخوض في الجدل الذي أثارته تصريحات الأمين العام لجبهة التحرير الوطني في حق رئيس جهاز الاستخبارات، فيما ركزت الصحف الموريتانية على المشاورات الجارية حاليا لتشكيل حكومة جديدة بموريتانيا. ففي الجزائر، لا حديث للصحف إلا عن التصريحات "اللاذعة" لعمار سعداني الأمين العام للجبهة ضد مدير دائرة الاستعلام والأمن، الجنرال محمد مدين المعروف باسم توفيق، وهما معا جناحا النظام، عشية الانتخابات الرئاسية المقررة في البلاد يوم 17 أبريل المقبل. ونشرت صحيفة (الشروق) مضامين لقاء مع رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري (إسلامي)، وصف فيه الصراع الحاصل بين جناحي النظام، ب"التوازن غير المتكافئ بين مؤسستي الرئاسة والمخابرات، الذي ورثته السلطة منذ نشأتها"، مذكرا بأنه "في العهدة الأخيرة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة (بداية الألفية الثالثة) أصبح للمال دور كبير في تفسير الحالة السياسية الجزائرية، حيث أنه في السابق كان قطبا الرئاسة والأمن يتحكمان في المال ورجالاته، أما الآن فقد انقلبت المعادلة، وأصبح رجال المال والأعمال في ظل الوفرة المالية التي تشهدها البلاد، هم من يشترون من يريدون في هرم السلطة". ودعا مقري مصالح العدالة إلى فتح تحقيق في جدية التصريحات التي جاءت على لسان سعداني، موضحا أن "من أدلى بهذه التصريحات معروف، والمستهدف معروف أيضا، والملفات واضحة. سعداني لم يتحدث بالتلميح، بل حدد الشخص والملفات. إذن أركان القضية متوفرة، وما على العدالة سوى أن تتحرك لتقوم بدورها. إما أن تقول إن تصريحات سعداني غير صحيحة وبالتالي يتحمل تبعات ما صدر عنه، وإما أن تفتح تحقيقا في دور المؤسسات الأمنية وتكشف الحقيقة". ومن جهتها، استضافت صحيفة (الخبر) رئيس حزب الحرية والعدالة، محمد السعيد الذي أبدى "اشمئزازا" من هذه التصريحات، ورأى أن "إقحام مؤسسة الجيش في الصراع السياسي يضعفها"، داعيا الرئيس بوتفليقة إلى "التدخل ووضع حد لصمته، بهدف وضع حد للانزلاق الذي تشهده البلاد حاليا". ونقلت صحيفة (الفجر) عن "خبراء في الشؤون السياسية" تحذيراتهم من إساءة تصريحات سعداني لشخصيات بجهاز المخابرات، ول"هيبة مؤسسات الدولة"، مشيرين إلى "افتقاد الأمين العام للجبهة لإحداثيات المرحلة قبيل استحقاق رئاسي هام، وما يحدث داخل العلبة السوداء للحزب من ارتدادات تهدد مصيره السياسي في العاجل". وفي موريتانيا، استأثرت المشاورات التي باشرها الوزير الأول المكلف مولاي ولد محمد لغظف مع مجموعة من الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة جديدة وانتخاب امرأة لأول مرة رئيسة لمجموعة حضرية في موريتانيا، باهتمام الصحف. وفي هذا الصدد، كتبت جريدة (لوتانتيك) أن الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، احتفظ بالوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف وكلفه بتشكيل رابع حكومة ستشمل أربعة أحزاب من الأغلبية الداعمة للرئيس والممثلة في الجمعية الوطنيةº وهي أحزاب الكرامة والحراك الشبابي من أجل الوطن والاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم والشعب الديمقراطي، إلى جانب الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل الجمهورية). ولم تستبعد الصحيفة أن تتم دعوة بعض أحزب المعارضة "المحاورة" إلى المشاركة في الحكومة المقبلة على غرار التحالف الشعبي التقدمي والوئام الديمقراطي. ومن جهتها، قالت صحيفة (الأمل الجديد) إن الوزير الأول المكلف اتفق مع بعض أحزاب الأغلبية على محاصصة لمقاعد الحكومة المقبلة التي ستضم ستة وزراء من خارج حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، بحيث سيتم تعيين وزيرين من حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم ووزيرين آخرين من حزب الكرامة ووزير واحد من كل من حزبي الوحدة والتنمية والحراك الشبابي. أما زعيم حزب التحالف الشعبي التقدمي، مسعود ولد بلخير، الرئيس السابق للجمعية الوطنية، تضيف الصحيفة، فسيعين رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بصلاحيات واسعة. واعتبرت أسبوعية (الأخبار) أن أوضاع ما بعد الانتخابات البلدية والتشريعية والانتخابات الرئاسية المرتقبة وخيارات حكومة الحزب الحاكم ومدى انفتاحه على الأحزاب الأخرى من أغلبية ومعارضة "محاورة"، ستحدد أهم ملامح المشهد الحكومي القادم. ومن جهة أخرى، توقفت الصحف عند فوز أماتي بنت حمادي، وزيرة الوظيفة العمومية في الحكومة الموريتانية المستقيلة، برئاسة المجموعة الحضرية لنواكشوط التي تضم تسع بلديات، لتصبح بذلك أول امرأة موريتانية تتولى رئاسة مجموعة حضرية. وأشارت إلى الفوز العريض الذي سجلته بنت حمادي، عمدة بلدية لكصر، مرشحة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم)، أمس الثلاثاء، بعد حصولها على 25 صوتا مقابل 12 صوتا لمنافسها، الحسن ولد محمد مرشح حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ذي المرجعية الإسلامية. وعلى المستوى الرياضي، اهتمت الصحف، على وجه خاص، بالعروض المثيرة التي سيقدمها البطل العالمي المغربي حماد بوعزايل، السبت المقبل، بساحة بلدية تفرغ زينة بالعاصمة الموريتانية في فن اليوغا ورياضة التحدي ضمن جولته الإفريقية الحالية التي اختار لها شعار"جولة الصداقة".