دعا محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، القوى السياسية بالمغرب إلى وضع مقاربة مشتركة لما يحدث في الساحة السياسية، وأن "نضربوا الفكَد في واقعنا السياسي". وأوضح بنعبد الله، في مداخلة له بالندوة التي نظمها الحزب مساء الثلاثاء في الدارالبيضاء تحت عنوان "أزمة السياسة في مغرب اليوم.. الأسباب والمآلات"، أنه "آن الأوان لنضع النقط على الحروف، والمسار السياسي يسائلنا جميعا"، مضيفا: "نحن نقول بأن هناك أزمة السياسة وأزمة الممارسة السياسية، ولا يمكن أن ينكرها أحد". وأردف الأمين العام لحزب "الكتاب"، في هذا اللقاء الذي عرف حضور قيادات من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية، إن "ما يقع في التعليم يفرض كما قلت نضربو لفكد، وأن نسائل ذواتنا، وأن نسائل الدولة هل يمكن الاستمرار هكذا". وشدد على أن السنوات الثلاث المقبلة، التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية، يلزم أن تكون هناك عدد من الإصلاحات والمبادرات لمصالحة المغاربة مع السياسة. وأعرب بنعبد الله عن رغبته في مواصلة هذه المبادرة والاشتغال مع آخرين، سواء كانوا سياسيين أو مدنيين أو نقابيين؛ "للرجوع إلى شيء نؤمن به، وهو البلورة السليمة لمضامين الدستور". من جهته، سجل عبد الحميد جماهري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن مؤشرات الأزمة موجودة، إذ هناك غلاء ومشكل التعليم والتضخم؛ لكن الحلول لا تطرح من باب الدولة الاجتماعية. وأوضح القيادي في حزب "الوردة"، في مداخلته، أن الحقل السياسي يبقى مغلقا من الحكومة إلى أدنى حلقة وهي الجماعات الترابية، موردا بأن هوامش التعبير تظل منعدمة. وأشار عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى وجود توافقات وطنية كبرى، سواء فيما يتعلق بالأسرة أو الدولة الاجتماعية؛ "لكن الاستثناء المغربي هو أن هناك أزمات في تدبير القرار السياسي، وهذا من مظاهر أزمة السياسة".