يسير التعاون الثنائي بين المغرب وهنغاريا (المجر) في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار نحو مزيد من تمتين الروابط وتطوير الأداء، وهو ما جسدته، مساء الثلاثاء بالرباط، "مراسيم إعطاء انطلاقة المشاريع المنتقاة للتمويل في إطار طلب عروض التعاون الثنائي بين المغرب والمجر". ومن أصل 50 مشروعاً جرى تقديمُها مسبقاً وخضعت لتقييم وتتبّع من قبل "خبراء خارجيين وشركاء"، بناء على "طلب عروض مشاريع بميزانية إجمالية حُدّدت في 22 مليون درهم" (2.000.000 أورو)، تم انتقاء 6 مشاريع، تغطي مجالات علمية وبحثية متنوعة المشارب بهدف تمويلها، حسب ما أفاد به بلاغ مشترك بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربية ونظيرتها من جمهورية هنغاريا، وزارة الابتكار والتكنولوجيا. وحسب معطيات توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية فإن المشاريع الستة المنتقاة، التي استقر عليها الاختيار، شملت المجالات العلمية التالية: "التحول الأخضر (مجال متعدد التخصصات يغطي البحوث المتعلقة بالطاقة والنقل وتغير المناخ)، الزراعة/الفلاحة والإنتاج الغذائي، الرقمنة، تكنولوجيا المياه، والصناعة الصحية". بينما تم الالتزام بأن يتم تمويل هذه المشاريع بشكل مشترك (تعبئة نصف المبلغ من كل طرف)، وذلك بحضور الوزير عبد اللطيف ميراوي، وميكلوس تروملر Miklós Tromler، سفير جمهورية المجر بالمغرب، فضلا عن رؤساء الجامعات المغربية. تفاصيل المشاريع المشاريع المختارة، حسب ما طالعته هسبريس، راعتْ التوازن بين طرفي التعاون المغربي الهنغاري، سواء من حيث التمويل أو نوعية الجامعات المغربية أو الهنغارية التي ستؤطر إجراء تنزيل وتطوير هذه المشاريع، من خلال منصات بحث تطبيقي وتنموي. وفي التفاصيل، أشارت معطيات وزارة التعليم العالي المغربية إلى أن المشروع الأول المنتقى، الذي جمع بين جامعة عبد المالك السعدي بتطوان وجامعة "زيغيد" بهنغاريا، يهمّ "استغلال مشتقات القنب الهندي من أجل تطوير مستحضرات تجميلية ومكملات غذائية مبتكرة". أما المشروع الثاني فيهدف إلى "تثمين النباتات العطرية المغربية من خلال عملية 'التغليف النانوي' للمركبات المضادة للميكروبات والمستخرجة من الزيوت الأساسية"، مُوحّداً جهود ثلاث جامعات، هي جامعة محمد الأول بوجدة وجامعة ابن زهر بأكادير وجامعة (Pécs) الهنغارية. المشروع الثالث عُهد به إلى جامعات القاضي عياض بمراكش، وجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، ومركز البحوث البيولوجية بزيغيد في هنغاريا، ويخص "تطوير لقاح من البكتيريا الجذرية لتحسين إنتاج الفاصوليا المقاوم لتغير المناخ". بينما رابع المشاريع، المشترك بين جامعتَيْ "عبد المالك السعدي" و"زيغيد"، يهدف إلى "تثمين الغاز الحيوي والغاز الطبيعي الملوّث كهيدروجين أزرق". ويتوخى المشروع الخامس "دراسة دور تخزين الطاقة الكهرو-كيميائية في التدبير المستدام للطاقة"، محفزاً جهود الباحثين والخبراء من جامعتيْ جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة "بانونيا". أما المشروع السادس الذي جمَع بين جامعة ابن زهر وجامعة "ميسكولك" فيصبو إلى "تصميم محرك تحفيزي-ضوئي تجريبي، بواسطة استخدام أشباه الموصلات من نوع Z-scheme". هذه المشاريع المنتقاة جاءت ثمرة تعزيز التعاون بين البلدين بشكل أكبر من خلال "التوقيع على مذكرة تفاهم حول البحث والتطوير سنة 2021′′، قبل أن يأخذ طلب العروض مجراه ويُتوّج بانتقاء 6 مشاريع من أصل 50 خضعت لتقييم دقيق. وضمن مداخلة خلال فعاليات إطلاق المشاريع المنتقاة للتمويل، علق ميراوي قائلا إن "مراسيم إن هذا التعاون المثمر بين بلديْنا يشكل أيضاً مناسبة لاستكشاف فرص عديدة للمشاركة بشكل مشترك في برامج البحث الدولية، مثل برنامج 'أفق أوروبا'، الذي تبلغ قيمته 95.5 مليار يورو"، مسجلا أن "الأمر لن يقتصر أثره فقط على تحفيز الابتكار والقدرة التنافسية، بل سيسهم أيضا في التطور العلمي والتكنولوجي، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيكون له أثر إيجابي على المصالح المشتركة لبلدينا ويوفر لهُما آليات فعالة لمواجهة التحديات المستقبلية".