أكدت صحيفة (التايمز ديسباتش) الأمريكية أن الإصلاحات التي باشرها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس "واضحة ولا جدال فيها" وتتجسد من خلال المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها في جميع أنحاء البلاد بما فيها الأقاليم الجنوبية. "" وأوضحت الصحيفة، أول أمس الأحد في مقال صدر بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها مؤخرا للمملكة حاكم فرجينياثيموتي كاين، أن المغرب بلد ذي "تاريخ استثنائي صنعته التحولات والخطوات التقدمية". وبعد أن أبرزت "البراغماتية والإرادة الواضحتين" للملك محمد السادس في النهوض "بمستقبل مزدهر لبلاده بفضل التبادل الحر وشراكة منفتحة مع فرجينيا وباقي الولاياتالأمريكية"، سجلت اليومية أن الملك محمد السادس "يواصل الحفاظ على تقليد أسلافه المنعمين الذين كانت تربطهم بأصدقائهم الأمريكيين علاقات متميزة". وأعربت الصحيفة عن ارتياحها لعلاقات التعاون والتنسيق بين البلدين التي بلغت خلال السنوات الأخيرة مستوى "رائعا ومتميزا"، وتم توسيعها لتشمل مجالات مهمة، مذكرة بأن إدارة بوش منحت المملكة سنة 2004 وضع حليف أساسي خارج بلدان الحلف الأطلسي. وتابعت صحيفة (التايمز ديسباتش) أن البلدين وقعا سنة 2005 اتفاقية "ثورية" للتبادل الحر، وفي سنة 2008 أعطت مؤسسة تحدي الألفية الانطلاقة بالمغرب لأحد أهم برامجها التنموية في العالم". وتوقفت الصحيفة أيضا عند التعاون "الاستثنائي" بين البلدين في مجال محاربة الإرهاب الدولي، مستعرضة التقارير التي تظهر "المساعدة المهمة التي قدمها المغرب في إطار تفكيك شبكات تنظيم القاعدة بأوربا وشمال إفريقيا". وبالنسبة للصحيفة، فإن التحولات في المغرب تتجسد بجلاء في الإصلاحات الكبرى التي شملت عددا من الميادين والمشاريع الاستثمارية الهامة التي أطلقها المغرب خلال السنوات الماضية. وأوضح المصدر ذاته أن هذه التحولات بارزة للعيان لأن المغرب يواصل استمتاعه بالاستقرار السياسي في منطقة تشهد العديد من النزاعات. وبعد أن سجلت أن التباطؤ الحالي للاقتصاد العالمي لم يؤثر على عزم المملكة على "التحديث والتحرير والدمقرطة"، أشارت الصحيفة إلى أن المغرب أضحى وجهة هامة للمستثمرين الأجانب خاصة من منطقة الخليج والاتحاد الأوروبي ب 20 مليار دولار كاستثمارات أجنبية مباشرة منذ 2004 . وأضافت أنه "خلال ما يقرب من عشر سنوات، قام المغرب ببرنامج إصلاحات مؤسساتية واقتصادية "جد طموح" في مجال التنمية الاجتماعية والبشرية. وأبرزت الصحيفة أنه تم "تعديل قوانين الأحوال الشخصية لتعزيز المساواة بين النساء والرجال، وتم إحداث هيأة للإنصاف والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي وإنشاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان من أجل تفعيل توصيات الهيئة وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان". وعلى صعيد آخر، أشارت الجريدة إلى أن الزيارة "التاريخية التي قام بها حاكم فرجينيا السيد ثيموتي كاين إلى المغرب تندرج في إطار العلاقات المتجذرة بين المملكة والولاياتالمتحدة، وتضيف معنى جديدا إلى الروابط المتميزة القائمة بين المغرب وولاية فيرجينيا". وذكرت في هذا الصدد بأن المغرب يعد ثالث أكبر مستورد للمنتوجات الفلاحية من ولاية فيرجينيا، معتبرة أن اتفاقية التبادل الحر الحالية المبرمة بين الولاياتالمتحدة والمغرب من شأنها أن تساهم أكثر في تعزيز التعاون وتنويع التبادل في مجالات التعليم والطب والتكنولوجيات الدقيقة. وبعدما سجلت بأن "المغرب اضطلع بدور مهم في وقت مبكر من تاريخ الولاياتالمتحدة"، توقفت الصحيفة عند العلاقات العريقة والاستثنائية التي تربط بين الولاياتالمتحدة والمغرب، خاصة خلال فترة حكم السلطان سيدي محمد بن عبد الله والرئيس جورج واشنطن. وأضاف كاتب المقال أنه "بعد عام واحد من تنصيب جورج واشنطن، أصدر السلطان سيدي محمد بن عبد الله قرارا ملكيا في 20 دجنبر 1777 يقضي بمنح السفن التي تحمل العلم الأمريكي حق الدخول بحرية إلى جميع موانئ المغرب"، مسجلا أن قرار السلطان كان بمثابة اعتراف بسيادة واستقلال الولاياتالمتحدة. "ومن ثمة بدأت"، يضيف المقال، "واحدة من أعرق العلاقات التي ربطت ديبلوماسيا الولاياتالمتحدة بأحد البلدان، وأيضا من أكثر صداقاتها ديمومة"، مضيفة أن السلطان سليمان كان قد جدد التأكيد سنة 1821 على التزام المغرب بصداقته الخاصة مع الولاياتالمتحدة. وتابعت الصحيفة أنه خلال سنة 1942 ، وفي وقت كانت فيه الولاياتالمتحدة قد انخرطت في الحرب العالمية الثانية، أكد الملك الراحل محمد الخامس للرئيس روزفلت صداقة المغرب ودعمه للولايات الأمريكيةالمتحدة.