أفتحُ الشَّاشة بحثا عن موقفٍ أخلاقي.. في زمن الخداع.. عن حقيقة.. عن خبرٍ يخرجنا من حالة التبلُّد الجماعي هاته. حالة اللافعل.. والفرجة على الموت.. خبر يبعث الأمل.. وسط حرب الإبادة. يعادل الكفة.. قليلا.. ينتصر للأخلاق.. وللإنسان. ها.... عثرت عليه! الرئيس البرازيلي يقول أن الحرب على غزة إبادة جماعية. أفرح.. فمن ذا يستطيع اليوم أن يسمي الأشياء بمسمّياتها! وصف الوضع.. فقط! غير أنّنا صفّقنا له كأنّه أتى بمعجزة.. لم يسبقه إليها أحد من العالمين! أبحث عن خبر أكثر فعلا.. أكثر شجاعة.. أشدّ حقيقة.. ها.. عثرت عليه! الأمين العام للأمم المتحدة، بشحمه ولحمه وبوجه مكشوف يُلقيها في وجه المحتلّ. السيد غوتيريس.. يسمي الاحتلال.. احتلالا.. والتوغّل في أرض الغير.. استيطانا.. وهجمة حماس، ردّة فعل عن عشرات الأعوام من.. الاحتلال! أخيرا... أخيرا.. رجل لا تربطنا به قرابة القضية.. يملأ كرسيّه وينطق بما يمليه الضمير الإنساني. رجل سمّى الأشياء بمسمّياتها.. على مرأى ومسمع من العالم.. دون أن يرفّ له جفن! احتلال.. ومستوطنات.. وشعب فلسطيني.. وحماس! قال الحقيقة.. في زمن الخداع. فكأنَّه قام بعمل ثوري على رأي جورج أوريل. الغرب يريد أن يُطبِّعنا مع مسمّياته مع كذبه.. وقلبه للحقائق.. يريدنا أن نصدق / نصفق لكذبه الذي لا يحترم العقول. أو أن نصمت.. وذلك أضعف الإذعان! أن نغلق الشاشات عن كل الروايات.. إلا روايته. فمن يتحدّث اليوم عن محرقة غزة.. فتهمة الإرهاب في الغرب جاهزة ليلبسها.. ثمَّ.. نبحث عن فعل يوقف حرب الإبادة.. فيظهر وائل الدحدوح الصحفي.. لا يبثُّ.. ولكنّه يُبَثُّ خبرا! وهو يجثو على جثمان ولده في وجع.. وقد سيق أهله إلى الموت جماعة.. صدَّق وائل أن المحتلّ لن يقصف الجنوب.. فآوى أهله جنوب الوادي. غير أن المحتل أخلف وعده.. وقصف. فليس عليه أيسر من إخلاف العهود يا... وائل! "في زمن الخداع يصبح قول الحقيقة عملا ثوريا" – جورج أرويل.