تستعد عدة فعاليات إعلامية وإسلامية بالمملكة العربية السعودية الإعلان عن مشروع إطلاق قناة فضائية باللغة العبرية تستهدف العرب اليهود والفلسطينيين الناطقين بالعبرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. قناة تسلط الضوء على وجهة النظر العربية بخصوص الصراع في الشرق الأوسط؛ وتواجه أكاذيب الإعلام اليهودي. "" وكانت الساحة الإعلامية العربية والإسلامية قد عرفت في الآونة الأخيرة تداولا في مقترح الشيخ سلمان العودة المفكر الإسلامي المعروف، والداعي إلى إنشاء قناة عبرية، ومعللا ذلك بأن إسرائيل أنشأت قنوات باللغة العربية تخاطب عبرها شعوب الشرق الأوسط، وهي قنوات يديرها يهود من المهاجرين العائدين من مصر ودولا عربية أخرى. وكانت حدة هذا النقاش قد تزايدت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة؛ حيث وجهت انتقادات قوية حول مدى قدرة الإعلام العربي والإسلامي على فضح الجرائم الصهيونية. نقاش ترتب عنه عقد وزراء إعلام العالم الإسلامي الذي أوصى بتجنيد وسائل الإعلام لتسليط الضوء على فظاعة الجرائم الإسرائيلية وشرح وجهات النظر العربية والإسلامية. خاصة وأن إسرائيل كانت قد مارست تعتيما إعلاميا على المجازر التي ارتكبتها في غزة، في حين وقف الإعلام العربي والإسلامي موقف العاجز لاعتبارات منها، ما هو سياسي -جسدته اختلافات الرؤية السياسية للدول العربية والإسلامية إبان العدوان-، وتقني -غياب رؤية استراتيجية لمعركة إعلامية تساند القضية الفلسطينية-. وسارعت مصر إلى الإعلان عن قرب إطلاق قناة لا تتجاوز مدة بثها ساعتين بعد ظهر كل يوم على القمر الصناعي المصري نايلسات، بحيث سيتضمن البث أخبارا وبرامج إخبارية وثقافية. وأفادت هالة حشيش مديرة المحطات الفضائية الوطنية، "أن الوقت قد حان لكي تصل الإسرائيليين وجهة نظرنا، ليس عبر الإعلام اليهودي البعيد كل البعد عن الموضوعية. ويرى المراقبون أن هدف هذه المشاريع هو مناصرة القضية العربية والدعوة إلى الإسلام والسلام المبني على العدل والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بحيث يفترض أن توجه هذه القنوات خطابها إلى يهود الغرب وتحديداً الشريحة الأقل اندماجاً في المشروع الصهيوني، وسرد الرؤية العربية من الزاوية الإنسانية تكشف عن حجم ما ترتكبه تل أبيب من حروب إرهابية. إن الرؤية الإستراتيجية لخلق هذه القناة حسب المراقبين ستتمركز بلا شك في ثلاثة مدارات أساسية: 1- طبيعة المضمون الإعلامي الذي يفترض فيه أن يكون ذا بعد دعوي مشبع بخطاب الرسالة الإسلامية للناطقين بالعبرية، ذلك أن الواجب هو تبليغ رسالة الإسلام للجميع دون استثناء أي ديانة سماوية أو وثنية أو إلحادية. 2- كشف المثير واضطراب العدو في تدبير قضاياه السياسية العامة والقضايا المحلية، والكشف عن كذب قيادات إسرائيل والمؤسسات الإسرائيلية، وإبراز القضايا والأسرار التي تتسر عليها لتوهيم الشعب الإسرائيلي. 3- توثيق الجرائم الإسرائيلية، وإظهار تورط ساسة تل أبيب في مجازر اقترفوها في حق الإنسانية، تجربة تعمق ما تقوم به قناة الأقصى. إن استمرار التعنت الإسرائيلي في رفض المبادرة العربية للسلام، يفرض تقوية الإحساس بأن إسرائيل هي العدو الأبدي للعرب والإنسانية، وإعادة التخطيط لمعركة إعلامية تفضح الجرائم الإسرائيلية دوليا وتسهم في تشكيل جبهة موالية من داخل إسرائيل. [email protected]