تبرعات ومساهمات المغاربة، أفرادا ومؤسسات، في الصندوق الخاص بتدبير آثار الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز يوم 8 شتنبر، المحدَث وفق حساب خصوصي (صندوق 126) من طرف الحكومة قبل شهر، بلغت-على الأقل-12 مليار درهم إلى غاية يوم أمس الأحد 8 أكتوبر الجاري. الرقم المحيَّن ورد على لسان عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، معلناً تطورا لافتا لحجم تبرعات المغاربة لصندوق الزلزال، وذلك خلال حديثه من منصة نشاط "إطلاق كتاب المغرب: 20 سنة من الإصلاحات"، بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، ضمن افتتاح رسمي لأشغال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، المنطلقة صباح اليوم الإثنين بمراكش والمستمرة إلى 15 من أكتوبر الجاري. موضوع نهوض المغرب قوياً ومتماسكاً بعد زلزال الثامن من شتنبر وانتعاشة السياحة التي شهدت بها شخصيات عالمية حَجّت إلى مدينة مراكش وزارت أحوازها بعد الفاجعة الأليمة، كان مهيمناً على معظم كلمات المسؤولين المشاركين في أشغال الافتتاح الرسمي للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي صباح اليوم الإثنين. في هذا الصدد، جددت مديرة صندوق النقد الدولي، في كلمة مقتضبة، إشادتها بجهود المغرب من أجل "عمل مستدام لإعادة البناء وعمليات الإعمار"، مثمنة خطوة "الشروع في صرف دعم شهري مباشر للأسر المتضررة من الزلزال"، مذكّرة بزيارتها إلى مدارس الحوز رفقة وزيرة المالية والاقتصاد نادية فتاح ولقائها أطفال وطفلات المنطقة، قائلة إنها "منبهرة بعودة الدراسة إلى طبيعتها في ظرف زمني قياسي". وأضافت جورجييفا، متحدثة أمام حضور رسمي مغربي وازن، أن "الابتسامات وحماسة التعلم هُما ما مَيّزا المنطقة بعد زيارتي إليها عقب شهر واحد من وقوع أعنف زلزال"، مؤكدة ضرورة "البناء بشكل طموح من أجل الأطفال ومستقبل أفضل لهم، وكذا مستقبل مُشِعّ للمغرب". وسجلت أن "الدينامية الاقتصادية والقدرة على الصمود والنهوض والمرونة ضد الأزمات التي أبانت عنها المملكة بمختلف مكوناتها، مُلهِمة إلى درجة تجعلنا نودّ أن نرى المزيد منها". وتلتئم بالمدينة الحمراء، على مدار أسبوع، نخبة من الاقتصاديين والخبراء الماليين من مختلف دول العالم، فضلا عن وزراء مالية ومحافِظي بنوك مركزية من 189 دولة، لمناقشة الرهانات الكبرى المرتبطة على الخصوص بسياسات التمويل المستدام والنمو الاقتصادي والتغير المناخي، فضلا عن المرونة في مواجهة الصدمات الاقتصادية وأزمات الديون وسبل هيكلتها بإفريقيا.