رغم اجتياز "راسبين" في امتحان أول لنيل الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، ممّن رفضوا نتائجه قبل أن تتم إعادته، نسخته الثانية بنجاح، فإن عددا من "الراسبين" ثانية مازالوا يخوضون إضرابا عن الطعام لليوم السادس على التوالي، رفضا لنتائج الامتحان الثاني. وتم نقل مضربتيْن عن الطعام أمس الخميس إلى المستشفى بعد تدهور حالتها الصحية، نتيجة الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يتم داخل مقر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتمارة، بحسب ما وثقته "اللجنة الوطنية لضحايا امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة"، في مقطعي فيديو بثتهما في صفحتها على منصة "فيسبوك". وبينما أسدلت وزارة العدل الستار على امتحان نيل الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، بتنظيم "نسخته الثانية"، بعد تدخل مؤسسة وسيط المملكة لدى رئيس الحكومة، فإن الراسبين المضربين عن الطعام مازالوا متشبثين برفض نتائج الاختبار، ما عبروا عنه في لافتات على جدار الغرفة التي ينامون فيها، منها لافتة مكتوب عليها: "مهلا يا وزير العدل... ملف المحاماة لم يُطوَ بعد". الرافضون لنتائج امتحان ولوج المحاماة مازالوا متشبثين بأنه "لم يكن شفافا"، وبأن وزارة العدل لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه معهم، وبتوصيات مؤسسة وسيط المملكة، ويضعون على قائمة مطالبهم "فتحَ تحقيق في الموضوع". "لقد اجتزنا الامتحان، وتأكد لنا استمرار الخروقات التي شابت الامتحان الأول، لكنها تمت بنوع من الذكاء هذه المرة للالتفاف على الأخطاء السابقة"، يورد ياسين زيهران، عضو التنسيقية الوطنية لمرسبي امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة. وقال المتحدث ذاته في تصريح لهسبريس: "وزارة العدل لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه، ومن ذلك عدم تمكين المرشحين من ورقة الامتحان ونموذج التصحيح، وإن تقدموا بطلب بهذا الشأن إليها، كما لم تلتزم بإلغاء معيار 'ناقص نقطة زائد نقطة' رغم اتفاقها على ذلك مع مؤسسة وسيط المملكة". في المقابل، اجتازت عدد من الوجوه البارزة التي قادت احتجاجات الراسبين في الامتحان الأول لنيل شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة الامتحان الثاني بنجاح، متحاشية الخوض في موضوع الامتحان، ومنها من أغلق هاتفه. ويطالب الراسبون المضربون عن الطعام ب"فتح تحقيق في الموضوع". وفي هذا الصدد يقول ياسين زيهران: "إذا كانوا يقولون إننا لم ننجح لأننا كسالى فعليهم أن يفتحوا تحقيقا، وإذا أرادت النيابة العامة أدلة فنحن مستعدون لتقديمها"، مضيفا: "هناك من اجتياز الامتحان بشهادة الإجازة في الشريعة وليس القانون". ورغم تدهور الحالة الصحية لبعضهم فإن الراسبين في امتحان نيل شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة مازالوا متمسكين بالاستمرار في شكلهم الاحتجاجي، وهو ما عبر عنه زيهران بالقول: "دخلنا معركة سنستمر فيها إلى حين إيجاد حل".